وفا بہ احوال مصطفیٰ

ابن الجوزي d. 597 AH
60

وفا بہ احوال مصطفیٰ

الوفا بأحوال المصطفى

تحقیق کنندہ

مصطفى عبد القادر عطا

ناشر

دار الكتب العلمية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

1408هـ-1988م

پبلشر کا مقام

بيروت / لبنان

عن مخزوم بن هانىء ، عن أبيه ، وأتت له خمسون ومائة سنة ، قال : | فلما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجس إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفة ، وغاضت بحيرة ساوة ، وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ، ورأى الموبذان إبلا صعابا تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها . | فلما أصبح كسرى أفزعه ما رأى فصبر عليه تشجعا ، ثم رأى أن لا يكتم ذلك عن وزرائه ومرازبته . | فلبس تاجه ، وقعد على سريره ، وجمعهم إليه ، فلما اجتمعوا عنده قال : أتدرون فيم بعثت إليكم ؟ | قالوا : لا ، إلا أن يخبرنا الملك . | فبينا هم كذلك ورد عليهم كتاب بخمود النيران ، فازداد غما إلى غمه . | فقال الموبذان : وأنا ، أصلح الله الملك ، قد رأيت في هذه الليلة ( رؤيا ) . وقص عليه الرؤيا في الإبل . | فقال : أي شيء يكون هذا يا موبذان ؟ | قال : حادث يكون من عند العرب . | فكتب عند ذلك : من كسرى ملك الملوك إلى النعمان بن المنذر ، أما بعد ، فوجه إلي رجلا عالما بما أريد أن أسأله عنه . | فوجه إليه عبد المسيح بن عمرو بن حيان بن بقيلة الغساني . | فلما قدم عليه قال له : هل عندك علم بما أريد أن أسألك عنه ؟ | قال : ليخبرني الملك ( عما أحب ) فإن كان عندي منه علم وإلا أخبرته بمن يعلمه . | فأخبره بما رأى فقال : علم ذلك عند خال لي يسكن مشارف الشام يقال له سطيح . | قال : فأته فاسأله عما سألتك عنه وائتني بجوابه . | فركب عبد المسيح راحلته حتى قدم على سطيح وقد أشفى على الموت ، فسلم عليه وحياه فلم يحر جوابا . | فأنشأ عبد المسيح يقول : | أصم أم يسمع غطريف اليمن | أم فاد فازلم به شأو العنن | يا فاصل الخطة أعيت من ومن | أتاك شيخ الحي من آل سنن | وأمه من آل ذئب بن حجن | أبيض فضفاض الرداء والبدن | رسول قيل العجم يسري للوسن | لا يرهب الوغد ولا ريب الزمن | تجوب بي الأرض علنداة شزن | ترفعني وجنا وتهوي بي وجن | حتى أتى عاري الجآجي والقطن | تلفه في الريح بوغاء الدمن فلما سمع سطيح شعره رفع رأسه وقال : عبد المسيح على جمل مشيح ، أتى إلى سطيح ، وقد أوفى على الضريح ، بعثك ملك بني ساسان ، لارتجاس الإيوان ، وخمود النيران ، ورؤيا الموبذان ، رأى إبلا صعابا ، تقود خيلا عرابا ، قد قطعت دجلة ، وانتشرت في بلادها . | يا عبد المسيح إذا كثرت التلاوة ، وبعث صاحب الهراوة ، وفاض وادي السماوة وغاضت بحيرة ساوة ، وخمدت نار فارس ، فليست الشام لسطيح بشام ، يملك منهم ملوك وملكات على عدد الشرفات ، وكل ما هو آت آت . | ثم قضى سطيح مكانه . | فثار عبد المسيح إلى راحلته وهو يقول : | شمر فإنك ماضي الهم شمير | لا يفزعنك تفريق وتغيير | إن يمس ملك بني ساسان أفرطهم | فإن ذا الدهر أطوار دهارير | فربما ربما أضحوا بمنزلة | تهاب صولهم الأسد المهاصير | منهم أخو الصرح بهرام وإخوته | والهرمزان وسابور وسابور | والناس أولاد علات فمن علموا | أن قد أقل فمحقور ومهجور | وهم بنو الأم إما إن رأوا نشبا | فذاك بالغيب محفوظ ومنصور | والخير والشر مقرونان في قرن | فالخير متبع والشر محذور | فلما قدم عبد المسيح على كسرى أخبره بقول سطيح ، فقال : إلى أن يملك منا أربعة عشر قد كانت أمور . | فملك منهم عشرة أربع سنين ، وملك الباقون إلى خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه . | وكان سطيح لحما على وضم ، لم يكن فيه عظم ولا عصب إلا الجمجمة والكفين ، ويطوى من ترقوته إلى رجليه كما يطوى الثوب ، ولم يكن منه شيء يتحرك إلا لسانه ، وكان يحمل على وضمة . |

2 ( الباب الرابع والعشرون | في ذكر أمهات الحوادث في سنيه صلى الله

عليه وسلم ) 2

وكان من أعظم الحوادث في السنة الأولى من مولده انشقاق الإيوان ، وقصة

صفحہ 97