وفا بہ احوال مصطفیٰ

ابن الجوزي d. 597 AH

وفا بہ احوال مصطفیٰ

الوفا بأحوال المصطفى

تحقیق کنندہ

مصطفى عبد القادر عطا

ناشر

دار الكتب العلمية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

1408هـ-1988م

پبلشر کا مقام

بيروت / لبنان

1 ( ابواب بداية نبينا صلى الله عليه وسلم ) 1

2 ( الباب الأول | في ذكر التنويه بذكر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

من زمن آدم عليه السلام ) 2

عن العرباض بن سارية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إني عند الله لخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته ) .

عن ميسرة الفجر قال : قلت يا رسول الله متى كنت نبيا ؟ . | قال : ( وآدم بين الروح والجسد ) .

صفحہ 25

عن ميسرة قال : قلت يا رسول الله ، متى كنت نبيا ؟ . | قال : ( لما خلق الله تعالى الأرض ، واستوى إلى السماء ، فسواهن سبع سموات ، وخلق العرش ، كتب على ساق العرش : محمد رسول الله خاتم الأنبياء ، وخلق الله تعالى الجنة التي أسكنها آدم وحواء ، فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام ، وآدم بين الروح والجسد ، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي ، فأخبره الله تعالى أنه سيد ولدك . فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه ) .

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لما أصاب آدم الخطيئة ، رفع رأسه فقال : رب بحق محمد إلا غفرت لي . فأوحى الله تعالى إليه : وما محمد ، ومن محمد ؟ فقال : رب ، إنك لما أتممت خلقي رفعت رأسي إلى عرشك ، فإذا عليه مكتوب لا إل صلى الله عليه وسلم

1648 ; ه إلا الله محمد رسول الله . فعلمت أنه أكرم خلقك عليك ، إذ قرنت اسمه مع اسمك . قال : نعم قد غفرت لك ، وهو آخر الأنبياء من ذريتك ، ولولاه ما خلقتك ) .

وقال سعيد بن جبير : اختصم ولد آدم : أي الخلق أكرم على الله تعالى ؟ . | فقال بعضهم : آدم ، خلقه الله بيده ، وأسجد له ملائكته . | وقال آخرون : بل الملائكة الذين لم يعصوا الله . | فذكروا ذلك لآدم ، فقال آدم : لما نفخ في الروح لم تبلغ قدمي ، فاستويت جالسا ، فبرق لي العرش ، فنظرت فيه : محمد رسول الله . فذاك أكرم الخلق على الله عز وجل .

صفحہ 26

عن وهب قال : أوحى الله تعالى إلى آدم : أنا الله ذو بكة ، أهلها خيرتي ، وزوارها وفدي وفي كنفي ، ( وفيها بيتي ) أعمره بأهل السماء وأهل الأرض ، يأتونه أفواجا شعثا غبرا ، يعجون بالتكبير عجيجا ، ويزجون بالتلبية زجيجا ، ويثجون بالبكاء ثجيجا ، فمن اعتمده لا يريد غيره فقد زارني ، وضافني ، ووفد إلي ، ونزل بي ، وحق لي أن أتحفه بكرامتي ، أجعل ذلك البيت وذكره وشرفه ومجده وسناءه لنبي من ولدك يقال له : إبراهيم ، أرفع له قواعده وأقضي على يديه عمارته ، وأنبط له سقايته ، وأريه حله وحرمه ، وأعلمه مشاعره ، ثم تعمره الأمم والقرون حتى ينتهي إلى نبي من ولدك يقال له : محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو خاتم النبيين ، أجعله من سكانه وولاته وحجابه وسقاته ، فمن سأل عني يومئذ فأنا مع الشعث الغبر الموفين بنذرهم المقبلين إلى ربهم .

عن ابن عباس : أوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام : لولا محمد ما خلقت آدم ، ولقد خلقت العرش فاضطرب ، فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن . |

2 ( الباب الثاني | في ذكر الطينة التي خلق منها محمد صلى الله عليه

وسلم ) 2

عن كعب الأحبار قال : لما أراد الله تعالى أن يخلق محمدا صلى الله عليه وسلم أمر جبريل عليه السلام أن يأتيه فأتاه بالقبضة البيضاء التي هي موضع قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعجنت بماء التسنيم ، ثم غمست في أنهار الجنة ، وطيف بها في السموات والأرض ، فعرفت الملائكة محمدا وفضله قبل أن تعرف آدم ، ثم كان نور محمد صلى الله عليه وسلم يرى في غرة جبهة آدم . وقيل له : يا آدم هذا سيد ولدك من الأنبياء والمرسلين . | فلما حملت حواء بشيت انتقل عن آدم إلى حواء ، وكانت تلد في كل بطن ولدين إلا شيتا ، فإنها ولدته وحده ، كرامة لمحمد صلى الله عليه وسلم . | ثم لم يزل ينتقل من طاهر إلى طاهر إلى أن ولد صلى الله عليه وسلم .

صفحہ 27

عن ابن عباس قال : قلت : يا رسول الله ، أين كنت وآدم في الجنة ؟ . | قال : ( كنت في صلبه ، وأهبط إلى الأرض وأنا في صلبه ، وركبت السفينة في صلب أبي نوح ، وقذفت في النار في صلب أبي إبراهيم ، لم يلتق لي أبوان قط على سفاح ، لم يزل ينقلني من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام النقية مهذبا لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما ، أخذ الله لي بالنبوة ميثاقي ، وفي التوراة بشر بي ، وفي الإنجيل شهر اسمي ، تشرق الأرض لوجهي والسماء لرؤيتي ) . | وقال العباس : يا رسول الله ، إني أريد أن أمتدحك . | فقال له : ( قل لا يفضض الله فاك ) . | فأنشأ يقول : | من قبلها طبت في الظلال وفي | مستودع حيث يخصف الورق | ثم هبطت البلاد لا بشر أنت | ولا مضغة ولا علق | بل نطفة تركب السفين وقد | ألجم نسرا وأهله الغرق | وردت نار الخليل مكتتما | تجول فيها ولست تحترق | تنقل من صلب إلى رحم | إذا مضى عالم بدا طبق | حتى احتوى بيتك المهيمن من | خندف علياء تحتها النطق | وأنت لما وردت أشرقت الأر | ض وضاءت بنورك الأفق | فنحن في ذاك الضياء وفي النو | ر وسبل الرشاد تخترق

صفحہ 28

2 ( الباب الثالث | في دعاء إبراهيم الخليل بإيجاد محمد صلى الله عليه

وسلم ) 2

لما بنى الخليل عليه السلام الكعبة دعا لأهل مكة فقال : { س 2 ش 129

ربنا و صلى الله عليه وسلم

1649 ; بعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آي صلى الله عليه وسلم

1648 ; تك ويعلمهم صلى الله عليه وسلم

1649 ; لكت صلى الله عليه وسلم

1648 ; ب و صلى الله عليه وسلم

1649 ; لحكمة ويزكيهم إنك أنت صلى الله عليه وسلم

1649 ; لعزيز صلى الله عليه وسلم

1649 ; لحكيم } | ( البقرة : 129 ) . | قال السدي عن أشياخه : هو محمد صلى الله عليه وسلم .

عن العرباض بن سارية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إني عند الله لخاتم النبيين ، وإن آدم لمنجدل في طينته وسأخبركم بأول ذلك : | أنا دعوة أبي إبراهيم ، وبشارة عيسى ، ورؤيا أمي التي رأت ، وكذلك أمهات النبيين يرين ) . | ورواه ليث عن معاوية فقال : وإن أمه رأت حين وضعته نورا أضاءت منه قصور الشام . |

2 ( الباب الرابع | في بيان ذكره في التوراة والإنجيل وذكر أمته ،

واعتراف علماء الكتاب بذلك ) 2

قال الله تعالى : { س 7 ش 157 صلى الله عليه وسلم

1649 ; لذين يتبعون صلى الله عليه وسلم

1649 ; لرسول صلى الله عليه وسلم

1649 ; لنبى صلى الله عليه وسلم

1649 ; لأمى صلى الله عليه وسلم

1649 ; لذى يجدونه مكتوبا عندهم فى صلى الله عليه وسلم

1649 ; لتوراة و صلى الله عليه وسلم

1649 ; لإنجيل يأمرهم ب صلى الله عليه وسلم

1649 ; لمعروف وينه صلى الله عليه وسلم

1648 ; هم عن صلى الله عليه وسلم

1649 ; لمنكر ويحل لهم صلى الله عليه وسلم

1649 ; لطيب صلى الله عليه وسلم

1648 ; ت ويحرم عليهم صلى الله عليه وسلم

1649 ; لخب صلى الله عليه وسلم

1648 ; ئث ويضع عنهم إصرهم و صلى الله عليه وسلم

1649 ; لأغل صلى الله عليه وسلم

1648 ; ل صلى الله عليه وسلم

1649 ; لتى كانت عليهم ف صلى الله عليه وسلم

1649 ; لذين ءامنوا به وعزروه ونصروه و صلى الله عليه وسلم

1649 ; تبعوا صلى الله عليه وسلم

1649 ; لنور صلى الله عليه وسلم

1649 ; لذى صلى الله عليه وسلم

1764 ; أنزل معه أول صلى الله عليه وسلم

1648 ; ئك هم صلى الله عليه وسلم

1649 ; لمفلحون } ( الأعراف : 157 ) | والمراد : أنهم يجدون نعته . | { س 7 ش 157 صلى الله عليه وسلم

1649 ; لذين يتبعون صلى الله عليه وسلم

1649 ; لرسول صلى الله عليه وسلم

1649 ; لنبى صلى الله عليه وسلم

1649 ; لأمى صلى الله عليه وسلم

1649 ; لذى يجدونه مكتوبا عندهم فى صلى الله عليه وسلم

1649 ; لتوراة و صلى الله عليه وسلم

1649 ; لإنجيل يأمرهم ب صلى الله عليه وسلم

1649 ; لمعروف وينه صلى الله عليه وسلم

1648 ; هم عن صلى الله عليه وسلم

1649 ; لمنكر ويحل لهم صلى الله عليه وسلم

1649 ; لطيب صلى الله عليه وسلم

1648 ; ت ويحرم عليهم صلى الله عليه وسلم

1649 ; لخب صلى الله عليه وسلم

1648 ; ئث ويضع عنهم إصرهم و صلى الله عليه وسلم

1649 ; لأغل صلى الله عليه وسلم

1648 ; ل صلى الله عليه وسلم

1649 ; لتى كانت عليهم ف صلى الله عليه وسلم

1649 ; لذين ءامنوا به وعزروه ونصروه و صلى الله عليه وسلم

1649 ; تبعوا صلى الله عليه وسلم

1649 ; لنور صلى الله عليه وسلم

1649 ; لذى صلى الله عليه وسلم

1764 ; أنزل معه أول صلى الله عليه وسلم

1648 ; ئك هم صلى الله عليه وسلم

صفحہ 29

1649 ; لمفلحون } | ( الأعراف : 157 ) | وهو : مكارم الأخلاق ، وصلة الأرحام . | { وينهاهم عن المنكر } وهو : الشرك . | ويحل لهم الطيبات } وهو : ما كانت العرب تستطيبه ، وقيل : هي الشحوم التي حرمت على بني إسرائيل ، والبحيرة ، والسائبة ، والوصيلة ، والحامي . | { ويحرم عليهم الخبائث } وهي : ما كانت العرب تستخبثه ، وما كانوا يستحلون من الميتة ، والدم ، ولحم الخنزير . | { ويضع عنهم إصرهم } وهي : الأثقال التي كانت على بني إسرائيل من تحريم السبت ، والشحوم ، والعروق . | { والأغلال التي كانت عليهم } . | قال أبو إسحاق الزجاج : ذكر الأغلال تمثيل ، وكان عليهم أن لا يقبل في القتل دية ، وأن لا يعملوا في السبت ، وأن يقرضوا ما أصابهم من أموال .

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، في قوله تعالى : { ع 49 س 3 ش 81 } الآية | ( آل عمران : 81 ) . | قال : لم يبعث الله تعالى نبيا ، آدم ومن بعده ، إلا أخذ عليه العهد في محمد صلى الله عليه وسلم : لئن بعث وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه ، وأمره أن يأخذ العهد على قومه .

عن قتادة : { وإذ أخذ الله ميثاق النبيين } . | قال : هذا ميثاق أخذه الله تعالى على النبيين ، أن يصدق بعضهم بعضا ، وأخذ مواثيق أهل الكتاب فيما بلغتهم رسلهم أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ويصدقوه .

عن عطاء بن يسار : لقيت عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه فقلت : أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة . | قال : أجل ، والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن : | { س 33 ش 45 ي صلى الله عليه وسلم

1648 ; أيها صلى الله عليه وسلم

1649 ; لنبى إنآ أرسلن صلى الله عليه وسلم

صفحہ 30

1648 ; ك شاهدا ومبشرا ونذيرا } ( الأحزاب : 45 ) ، وحرزا للأميين ، أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ، لست بفظ ، ولا غليظ ، ولا صخاب في الأسواق ، ولا تجزي بالسيئة السيئة ولكن تعفو وتغفر ، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله ، فيفتح به أعينا عميا ، وآذانا صما ، وقلوبا غلفا . | انفرد بإخراجه البخاري .

عن عبدالله بن سلام قال : صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة : | { إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا } وحرزا للأميين ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا صخاب في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح ، ولن أتوفاه حتى أقيم به الملة العوجاء وأفتح به آذانا صما ، وقلوبا غلفا ، وأعينا عميا ، بأن يقولوا : لا إله إلا الله .

عن ابن عباس أنه سأل كعبا : كيف تجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة ؟ . | قال : نجده : محمد رسول الله ، مولده بمكة ، ومهاجره إلى طابة ، ويكون ملكه بالشام ، ليس بفحاش ، ولا صخاب في الأسواق ، ولا يكافىء بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو . | وقال كعب : نجد مكتوبا : محمد رسول الله ، لا فظ ولا غليظ ، ولا صخاب بالأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويغفر ، وأمته الحمادون ، يكبرون الله على كل نجد ويحمدونه في كل منزلة ، يأتزرون على أنصافهم ، ويتوضئون على أطرافهم بهم ينادى في جو السماء ، صفهم في القتال وصفهم في الصلاة سواء ، لهم بالليل دوي كدوي النحل ، مولده بمكة ومهاجره بطابة .

صفحہ 31

عن كعب قال في الشطر الأول : محمد رسول الله عبدي المختار ، ليس بفظ ، ولا غليظ ، ولا صخاب في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويغفر ، مولده بمكة وهجرته بطيبة ، وملكه بالشام . | في الشطر الثاني : محمد رسول الله أمته الحمادون ، يحمدون الله في السراء والضراء ، يحمدون الله في كل منزلة ، ويكبرونه على كل شرف ، رعاة الشمس ، يصلون الصلاة إذا جاء وقتها ولو كانوا على رأس كناسة ، ويأتزرون على أوساطهم ويوضئون أطرافهم ، وأصواتهم بالليل ( في ) جو السماء أصوات النحل .

صفحہ 32

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن موسى لما نزلت التوراة وقرأها وجد فيها ذكر هذه الأمة ) . | قال : رب إني أجد في الألواح أمة هم الآخرون السابقون المشفوع لهم ، فاجعلها أمتي . | قال : تلك أمة محمد . | قال : رب إني أجد في الألواح أمة هم المستجيبون المستجاب لهم ، فاجعلها أمتي . | قال : تلك أمة أحمد . | قال : رب إني أجد في الألواح أمة أناجيلهم في صدورهم ، يقرءونه ظاهرا ، فاجعلها أمتي . | قال : تلك أمة أحمد . | قال : رب إني أجد في الألواح أمة يجعلون الصدقة في بطونهم يؤجرون عليها . فاجعلها أمتي . | قال : تلك أمة أحمد . | قال : رب إني أجد في الألواح أمة إذا هم أحدهم بسيئة ولم يعملها لم تكتب عليه ، فإن عملها كتبت عليه سيئة ، فاجعلها أمتي . | قال : تلك أمة أحمد . | قال : رب إني أجد في الألواح أمة يؤتون العلم الأول والعلم الآخر ، يقتلون قرن الضلالة المسيح الدجال ، فاجعلها أمتي . | قال : تلك أمة أحمد . | قال : رب فاجعلني من أمة أحمد ، فأعطي عند ذلك خصلتين . | قال : يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين . | قال : قد رضيت رب . | وروي أن كعب الأحبار رأى حبرا من اليهود يبكي ، فقال له : ما يبكيك ؟ قال : ذكرت بعض الأمر . | فقال كعب : أنشدك الله لئن أخبرتك ما أبكاك لتصدقني ؟ . | قال : نعم . | قال : أنشدك الله هل تجد في كتاب الله المنزل ، أن موسى عليه السلام نظر في التوراة ، فقال : رب : إني أجد أمة خير أمة أخرجت للناس ، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالكتاب الأول والكتاب الآخر ، ويقاتلون أهل الضلالة ، حتى يقاتلون الأعور الدجال ، فاجعلهم أمتي . | قال : تلك أمة أحمد . | قال الحبر : نعم . | قال : أنشدك الله هل تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة فقال : رب إني أجد أمة هم الحمادون رعاة الشمس المحكمون ، إذا أرادوا أمرا قالوا : نفعله إن شاء الله . فاجعلهم أمتي . | قال : هم أمة أحمد ؟ . | قال الحبر : نعم . | قال : فأنشدك الله ، هل تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة ؟ . | فقال : رب ، إني أجد أمة إذا أشرف أحدهم على شرف كبر الله ، وإذا هبط واديا حمد الله ، الصعيد لهم طهور ، والأرض لهم مسجد حيث ما كانوا ، مطهرون من الجنابة ، طهورهم بالصعيد كطهورهم بالماء حيث لا يجدون الماء ، غر محجلون من آثار الوضوء ، فاجعلهم أمتي . | قال : هم أمة أحمد يا موسى ؟ . | قال الحبر : نعم . | قال : أنشدك الله هل تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة . | فقال : رب إني أجد أمة مرحومة ضعفاء ، يرثون الكتاب الذين اصطفيتهم ، فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ، ومنهم سابق بالخيرات ، فلا أجد أحدا منهم إلا مرحوما ، فاجعلهم أمتي . | قال : هم أمة أحمد يا موسى . | قال الحبر : نعم . | قال : أنشدك الله ، هل تجد في كتاب الله المنزل أن موسى نظر في التوراة فقال : رب إني أجد في التوراة أمة مصاحفهم في صدورهم ، يصفون في صلاتهم كصفوف الملائكة ، أصواتهم في مساجدهم كدوي النحل ، لا يدخل النار منهم أحد ، إلا من برىء من الحسنات مثل ما برىء الحرج من الشجر ، فاجعلهم أمتي . | قال : هم أمة أحمد يا موسى ؟ . | قال الحبر : نعم . | فلما عجب موسى من الخير الذي أعطى الله محمدا وأمته قال ليتني من أصحاب محمد : فأوحى الله إليه ثلاث آيات يرضيه بهن : { س 7 ش 144 / ش 145 قال ي صلى الله عليه وسلم

1648 ; موسى صلى الله عليه وسلم

1648 ; إن صلى الله عليه وسلم

1764 ; ى صلى الله عليه وسلم

1649 ; صطفيتك على صلى الله عليه وسلم

1649 ; لناس برس صلى الله عليه وسلم

1648 ; ل صلى الله عليه وسلم

1648 ; تي وبكل صلى الله عليه وسلم

1648 ; مي فخذ مآ ءاتيتك وكن من صلى الله عليه وسلم

1649 ; لش صلى الله عليه وسلم

1648 ; كرين * وكتبنا له فى صلى الله عليه وسلم

1649 ; لألواح من كل شىء موعظة وتفصيلا لكل شىء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأوريكم دار صلى الله عليه وسلم

1649 ; لف صلى الله عليه وسلم

صفحہ 34

1648 ; سقين } الآية | ( الأعراف : 144 ، 145 ) | وقال تعالى : { س 7 ش 159 ومن قوم موسى صلى الله عليه وسلم

1648 ; أمة يهدون ب صلى الله عليه وسلم

1649 ; لحق وبه يعدلون } ( الأعراف : 159 ) | فرضي موسى كل الرضا .

صفحہ 35

عن كعب أنه سمع رجلا يقول : إني رأيت في المنام كأن الناس جمعوا للحساب ، فدعي الأنبياء ، فجاء مع كل نبي أمته ، ورأى لكل نبي نورين ، ولكل من اتبعه نورا يمشي به ، فدعي محمد صلى الله عليه وسلم فإذا لكل شعرة في رأسه ووجهه نور ، ولكل من اتبعه نوران يمشي بهما . | فقال كعب ، وهو لا يشعر أنها رؤيا : من حدثك هذا ؟ . | قال : أنا والله الذي لا إله إلا هو رأيت هذا المنام . | فقال : بالله الذي لا إله إلا هو لقد رأيت هذا في منامك ؟ . | قال : نعم . | قال : والذي نفس كعب بيده ، أو والذي نفس محمد صلى الله عليه وسلم بيده ، إنها لصفة محمد صلى الله عليه وسلم وأمته وصفة الأنبياء وأممها في كتاب الله ، لكأنما قرأه من التوراة . | وقال ابن أبي نملة : كانت يهود بني قريظة يدرسون ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتبهم ويعلمون الولدان بصفته واسمه ، ومهاجره المدينة فلما ظهر حسدوا وبغوا وأنكروا . | وقال أبو سعيد الخدري : سمعت أبي مالك بن سنان يقول : جئت بني عبد الأشهل يوما لأتحدث فيهم ، ونحن يومئذ في هدنة من الحرب ، فسمعت يوشع اليهودي يقول : أظل خروج نبي يقال له أحمد : يخرج من الحرم . | فقال له خليفة بن ثعلبة الأشهلي ، كالمستهزىء به : ما صفته ؟ . | قال : رجل ليس بالطويل ولا بالقصير ، في عينيه حمرة ، يلبس الشملة ويركب الحمار ، وهذا البلد مهاجره . | قال : فرجعت إلى قومي بني خدرة وأنا يومئذ أتعجب مما يقول يوشع ، فأسمع رجلا منا يقول : ويوشع يقول هذا وحده ؟ كل يهود يثرب تقول هذا . | قال أبي مالك بن سنان : فخرجت حتى جئت بني قريظة فأخذوا جميعا فتذاكروا النبي صلى الله عليه وسلم . | فقال الزبير بن باطا : قد طلع الكوكب الأحمر الذي لم يطلع إلا لخروج نبي وظهوره ، ولم يبق أحد إلا أحمد ، وهذه مهاجره . | قال أبو سعيد : فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أخبره أبي هذا الخبر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو أسلم الزبير وذووه من رؤساء يهود لأسلمت يهود كلها ، إنما هم له تبع ) . | وقال محمد بن مسلمة : لم يكن في بني عبد الأشهل إلا يهودي واحد يقال له : يوشع ، فسمعته يقول وأنا غلام : قد أظلكم خروج نبي يبعث من نحو هذا البيت ، ثم أشار بيده إلى بيت الله تعالى ، فمن أدركه فليصدقه . | فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمنا ، وهو بين أظهرنا ولم يسلم ، حسدا وبغيا .

صفحہ 36

عن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال : ما كان في الأوس والخزرج رجل أوصف لمحمد صلى الله عليه وسلم من أبي عامر الراهب ، كان يألف اليهود ويسائلهم عن الدين ويخبرونه بصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن هذه دار هجرته ، ثم خرج إلى يهود تيماء فأخبروه بمثل ذاك ، ثم خرج إلى الشام فسأل النصارى فأخبروه بصفة النبي صلى الله عليه وسلم . وأن مهاجره يثرب ، فرجع أبو عامر وهو يقول : أنا دين على دين الحنيفية . وأقام مترهبا ولبس المسوح ، وزعم أنه على دين إبراهيم عليه السلام وأنه ينتظر خروج النبي صلى الله عليه وسلم . | فلما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة لم يخرج إليه ، وأقام على ما كان عليه ، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة حسد وبغى ونافق ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ، بم بعثت ؟ . | فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( بالحنيفية دين إبراهيم ) . | ( قال : فأنا عليها . | قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك لست عليها ) . | فقال : أنت تخلطها بغيرها . | فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أتيت بها بيضاء نقية ، أين ما كان يخبرك الأحبار من اليهود والنصارى من صفتي ؟ ) . | فقال : لست بالذي وصفوا . | فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كذبت ) . | فقال : ما كذبت . | فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الكاذب أماته الله وحيدا طريدا ) . | فقال : آمين . | ثم رجع إلى مكة فكان مع قريش يتبع دينهم ، وترك ما كان عليه . | وفي رواية أخرى : فلما أسلم أهل الطائف لحق بالشام فمات بها طريدا وحيدا غريبا .

وقال ابن عباس : إن يهود كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه ، فلما بعثه الله من العرب كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولون فيه . | فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن البراء يا معشر يهود ، اتقوا الله وأسلموا ، قد كنتم تستفتحون علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم وإنا أهل شرك ، وتخبرونا أنه مبعوث وتصفونه لنا بصفته . | فقال سلام بن مشكم : ما هو بالذي كنا نذكر لكم ، ما جاءنا بشيء نعرفه . | فأنزل الله تعالى في ذلك من قولهم : { س 2 ش 89 ولما جآءهم كت صلى الله عليه وسلم

1648 ; ب من عند صلى الله عليه وسلم

1649 ; لله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على صلى الله عليه وسلم

1649 ; لذين كفروا فلما جآءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة صلى الله عليه وسلم

1649 ; لله على صلى الله عليه وسلم

1649 ; لك صلى الله عليه وسلم

صفحہ 37

1648 ; فرين } ( البقرة : 89 ) | . | يقول يستنصرون بخروج محمد صلى الله عليه وسلم على مشركي العرب . يعني بذلك أهل الكتاب ، فلما بعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم ورأوه من غيرهم كفروا به وحسدوه .

صفحہ 38

عن قتادة { وكانوا يستفتحون على الذين كفروا } . | قال : كانت يهود تستفتح بمحمد صلى الله عليه وسلم على كفار العرب ، كانوا يقولون : اللهم ابعث النبي الذي نجده في التوراة ، نعذبهم ونقتلهم . | فلما بعث من غيرهم كفروا به حسدا للعرب . | وقال المغيرة بن شعبة : إنه دخل على المقوقس ، وإنه قال له : إن محمدا نبي مرسل ، ولو أصاب القبط والروم اتبعوه . | قال المغيرة : فأقمت بالإسكندرية لا أعد كنيسة إلا دخلتها وسألت أساقفها من قبطها ورومها عما يجدون من صفة محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان أسقف من القبط هو رأس كنيسة أبي يحنس ، كانوا يأتونه بمرضاهم فيدعو لهم ، لم أر أحدا قط يصلي الصلوات الخمس أشد اجتهادا منه . | فقلت : أخبرني هل بقي أحد من الأنبياء ؟ . | قال : نعم ، وهو آخر الأنبياء ، ليس بينه وبين عيسى بن مريم أحد ، وهو نبي قد أمرنا عيسى باتباعه ، وهو النبي الأمي العربي ، اسمه أحمد ، ليس بالطويل ولا بالقصير ، في عينيه حمرة وليس بالأبيض ولا بالآدم ، سيفه على عاتقه ولا يبالي من لاقى ، يباشر القتال بنفسه . ومعه أصحابه يفدونه بأنفسهم ، هم له أشد حبا من أولادهم وآبائهم ، يخرج من أرض القرظ ومن حرم يأتي إلى حرم ، ويهاجر إلى أرض ذات سباخ ونخل ، يدين بدين إبراهيم عليه السلام ، | قال المغيرة بن شعبة : زدني في صفته . | قال : يأتزر على وسطه ، ويغسل أطرافه ، ويخص بما لا يخص به الأنبياء قبله . | كان النبي يبعث إلى قومه وبعث إلى الناس كافة ، وجعلت له الأرض مسجدا وطهورا أينما أدركته الصلاة تيمم ويصلي ، ومن كان قبله مشدد عليه لا يصلون إلا في الكنائس والبيع . | ثم إن المغيرة جاء فأسلم وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجميع ذلك ، فأعجبه أن يسمعه أصحابه . قال : فكنت أحدثهم ذلك في اليومين والثلاثة . | وروي : أن ورقة بن نوفل ، وزيد بن سعيد خرجا يلتمسان الدين ، حتى انتهيا إلى راهب بالموصل ، فقال لزيد : من أين أقبلت ؟ . | فقال : من بيت إبراهيم . | قال : وما تلتمس ؟ | قال : ألتمس الدين . | قال : ارجع ، فإنه يوشك أن يظهر الذي تطلب في أرضك . | فرجع وهو يقول : | لبيك حقا حقا ، تعبدا ورقا .

صفحہ 39

عن خليفة بن عبدة المنقري قال : سألت محمد بن عدي كيف سماك أبوك محمدا . | قال : أما إني سألت أبي عما سألتني عنه ، فقال : خرجت رابع أربعة من بني تميم ، أنا أحدهم ، وسفيان بن مجاشع بن دارم ، ويزيد بن عمرو بن ربيعة ، وأسامة بن مالك بن جندب ، نريد ابن جفنة الغساني . | فلما قدمنا الشام : نزلنا على غدير فيه شجيرات ، وقربه دير وفيه ديراني ، فأشرف علينا وقال : إن هذه اللغة ما هي لأهل هذا البلد . | قلنا : نعم نحن قوم من مضر . | قال : من أي المضرين . | قلنا : من خندف . | قال : أما إنه سيبعث فيكم وشيكا نبي فسارعوا إليه ، وخذوا بحظكم منه ترشدوا ، فإنه خاتم النبيين واسمه محمد . | فلما انصرفنا من عند ابن جفنة وصرنا إلى أهلنا ، ولد لكل رجل منا غلام فسماه محمدا .

عن سلمة بن سلامة بن وقش قال : كان لنا جار من يهود في بني عبد الأشهل

صفحہ 40

. | قال : فخرج علينا يوما من بيته قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بيسير ، حتى وقف على مجلس بني عبد الأشهل . | قال سلمة : وأنا يومئذ أحدث من فيه سنا ، علي بردة مضطجع فيها بفناء أهلي . | فذكر البعث ، والقيامة ، والحساب ، والميزان ، والجنة ، والنار . | فقال ذلك لقوم أهل شرك أصحاب أوثان ، لا يرون أن بعثا كائن بعد الموت . | فقالوا : ويحك يا فلان ترى هذا كائنا ، أن الناس يبعثون بعد موتهم إلى دار فيها جنة ونار يجزون فيها بأعمالهم . | قال : نعم ، والذي يحلف به ، لود أن له بحظه من تلك النار أعظم تنور يحمونه في الدار ثم يدخلونه إياه فيطبقونه عليه ، وأن ينجو من تلك النار غدا . | قالوا له : ويحك وما آية ذلك ؟ . | قال : نبي يبعث من نحو هذه البلاد . وأشار بيده نحو مكة واليمن . | قالوا : ومتى نراه ؟ . | قال : فنظر إلي وأنا من أحدثهم سنا ، قال : إن يستنفد هذا الغلام عمره يدركه . | قال سلمة : فوالله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم وهو حي بين أظهرنا ، فآمنا به وكفر به حسدا وبغيا . | فقلنا له : ويلك يا فلان ألست الذي قلت لنا فيه ما قلت ؟ . | قال : بلى ، وليس به .

عن ابن مسعود : أن الله تعالى ابتعث نبيه لإدخال رجل الجنة ، وذلك أنه دخل الكنيسة فإذا هو بيهود . وإذا يهودي يقرأ عليهم التوراة فلما أتوا على صفة النبي صلى الله عليه وسلم أمسكوا ، وفي ناحيتها رجل مريض . | فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما لكم أمسكتم ؟ ) . | قال المريض : إنهم أتوا على صفة نبي فأمسكوا . حتى جاء المريض يحبو حتى أخذ التوراة فقرأ حتى أتى على صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : هذه صفتك ، وصفة أمتك أنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله . ثم مات . | فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( ادفنوا أخاكم ) .

صفحہ 41

عن أبي بن كعب قال : لما قدم تبع المدينة ونزل بقناة ، بعث إلى أحبار يهود فقال : إني مخرب هذا البلد حتى لا تقوم به يهودية ويرجع الأمر إلى دين العرب . | فقال له ساموك اليهودي ، وهو أعلمهم يومئذ : | أيها الملك ، إن هذا بلد يكون إليه مهاجر نبي من ولد إسماعيل ، مولده مكة ، اسمه أحمد ، وهذه دار هجرته ، وإن منزلك هذا الذي أنت به يكون به من القتل والجراح أمر كثير في أصحابه وفي عدوهم . | قال تبع : ومن يقاتله يومئذ وهو نبي كما يزعمون ؟ . | قال : يسير إليه قومه فيقتتلون ها هنا . | قال : فأين قبره ؟ . | قال : بهذا البلد . | قال : فإذا قوتل لمن تكون الدائرة . | قال : تكون له مرة وعليه مرة ، وبهذا المكان الذي أنت به تكون عليه ، ويقتل به أصحابه قتلا لم يقتلوه في موطن ، ثم تكون له العاقبة ، ثم يظهر فلا ينازعه هذا الأمر أحد . | قال : وما صفته ؟ . | قال : رجل ليس بالقصير ولا بالطويل ، في عينيه حمرة ، يركب البعير ويلبس الشملة ، سيفه على عاتقه ، لا يبالي بمن لاقاه من أخ ، أو ابن عم ، أو عم حتى يظهر أمره . | قال تبع : ما لي إلى هذه البلد من سبيل ، وما كان ليكون خرابها على يدي . | فخرج تبع منصرفا إلى اليمن . | قال عبدالله بن سلام : لم يمت تبع حتى صدق بالنبي صلى الله عليه وسلم لما كان يهود يثرب يخبرونه ، وإن تبعا مات مسلما .

عن الزبير بن باطا وكان أعلم اليهود قال : إني وجدت سفرا كان أبي يختمه علي ، فيه : ذكر أحمد : نبي يخرج بأرض القرظ ، صفته كذا وكذا . | فيحدث به الزبير بعد أبيه والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ لم يبعث . | فما هو إلا أن سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم قد خرج بمكة عمد إلى ذلك السفر فمحاه ، وكتم شأن النبي صلى الله عليه وسلم وصفته ، وقال : ليس به .

عن ابن عباس قال : كانت يهود قريظة والنضير وفدك وخيبر يجدون صفة النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث وأن دار هجرته المدينة . | فلما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت أحبار يهود : ولد أحمد الليلة ، هذا الكوكب قد طلع . | فلما تنبأ قالوا : تنبأ أحمد ، قد طلع الكوكب . | كانوا يعرفون ذلك ويقرون به ويصفونه ، إلا الحسد والبغي .

صفحہ 42

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : سكن يهودي بمكة يبيع بمنى تجارات ، فلما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مجلس من مجالس قريش : هل كان فيكم من مولود هذه الليلة ؟ . | قالوا : لا نعلمه . | قال : انظروا يا معاشر قريش ، أحصوا ما أقول لكم : ولد الليلة نبي هذه الأمة أحمد ، وبه شامة بين كتفيه فيها شعرات . | فتصدع القوم من مجالسهم وهم يتعجبون من حديثه ، فلما صاروا في منازلهم ذكروا ذلك لأهاليهم ، فقيل لبعضهم : ولد لعبدالله بن عبد المطلب الليلة غلام وسماه محمدا . | وأتوا اليهودي في منزله ، فقالوا : علمنا أنه ولد فينا مولود . | قال : أبعد خبري أم قبله ؟ . | قالوا : قبله واسمه أحمد . | قال : فاذهبوا بنا إليه . | فخرجوا معه حتى دخلوا على آمنة رضي الله عنها ، فأخرجته إليهم فرأى الشامة بظهره ، فغشي على اليهودي ثم أفاق . قالوا : ما لك ويلك . | قال : ذهبت النبوة من بني إسرائيل ، وخرج الكتاب من أيديهم ، وهذا مكتوب أنه يقتلهم ويبيد أحبارهم ، فازت العرب بالنبوة ، أفرحتم به يا معشر قريش ؟ أما والله ليسطون بكم سطوة يخرج نبؤها من المشرق والمغرب .

صفحہ 43

عن أبي هريرة رضي الله عنه : قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت المدارس فقال : ( أخرجوا إلي أعلمكم ) . | فقالوا : عبدالله بن صوريا . فخلا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فناشده بدينه ، وبما أنعم الله عليهم وأطعمهم من المن والسلوى ، وظللهم من الغمام ، أتعلم أني رسول الله ؟ . | قال : اللهم نعم ، وإن القوم ليعرفون ما أعرف ، وإن صفتك ونعتك لمبين في التوراة ولكن حسدوك . | قال : ( فما يمنعك أنت ؟ ) . | قال : أكره خلاف قومي ، عسى أن يتبعوك ويسلموا فأسلم . | وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : كنت آتي اليهود عند دراستهم التوراة ، فأعجب من موافقة التوراة القرآن . | فقالوا : يا عمر ما أحد أحب إلينا منك ، لأنك تغشانا . | قلت : إنما أجيء لأعجب من تصديق كتاب الله بعضه بعضا . | فبينا أنا عندهم ذات يوم إذ مر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : هذا صاحبك . | فقلت : أنشدكم الله ، وما أنزل عليكم من الكتاب أتعلمون أنه رسول الله ؟ . | قال سيدهم : نشدكم الله فأخبروه . | قالوا : أنت سيدنا فأخبره . | فقال : إنا نعلم أنه رسول الله . | قلت : فما أهلككم إن كنتم تعلمون أنه رسول الله ثم لم تتبعوه . | قالوا : إن لنا عدوا من الملائكة وسلما من الملائكة ، عدونا جبريل ، وهو ملك الفظاظة والغلظة ، وسلمنا ميكائيل ، وهو ملك الرأفة واللين . | قلت : فإني أشهد ما يحل لجبريل أن يعادي سلم ميكائيل ، ولا لميكائيل أن يسالم عدو جبريل . | ثم قمت ، فاستقبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( ألا أقرأتك آيات نزلت علي قبل ؟ فتلا : { س 2 ش 97 قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على صلى الله عليه وسلم

1648 ; قلبك بإذن صلى الله عليه وسلم

1649 ; لله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى صلى الله عليه وسلم

صفحہ 44

1648 ; للمؤمنين } ( البقرة : 97 ) . | فقلت : والذي بعثك بالحق ، ما جئت إلا لأخبرك بقول يهود ، فإذا اللطيف الخبير قد سبقني . | قال عمر : فلقد رأيتني في دين الله أصلب من الحجر .

صفحہ 45