وفا بہ احوال مصطفیٰ

ابن الجوزي d. 597 AH
33

وفا بہ احوال مصطفیٰ

الوفا بأحوال المصطفى

تحقیق کنندہ

مصطفى عبد القادر عطا

ناشر

دار الكتب العلمية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

1408هـ-1988م

پبلشر کا مقام

بيروت / لبنان

1648 ; كل ضامر يأتين من كل فج عميق } ( الحج : 27 ) | وفي موضع آخر من كتاب ( شعيا ) : ( سيبعث من الصبا قوما فيأتون من المشرق مجيبين أفواجا كالصعيد كثرة ، ومثل الطيان الذي يدوس برجليه الطين ) والصبا يأتي من مطلع الشمس ، يبعث الله من هناك قوما من أهل خراسان وما ضاهاها . | فمن الذي هو نازل بمهب الصبا فيأتون مجيبين بالتلبية أفواجا كالتراب كثرة و ( من ) مثل الطيان الذي يدوس برجليه الطين ؟ | يريد أن منهم رجالا كالين ، وقد يجوز أن يكون أراد الهرولة إذا طافوا بالبيت . | قال ابن قتيبة : وقال في ذكر الحجر المستلم : قال شعيا : ( قال الرب السيد : هأنا ذا مؤسس بصهيون وهو بيت الله حجرا في زاوية مكرمة ) . | والحجر في زاوية البيت ، والكرامة أن يستلم ويلثم . | وقال شعيا في ذكر مكة : | ( سيري واهتزي أيتها العاقر لم تلد ، وانطقي بالتسبيح وافرحي إذ لم تحبلي ، فإن أهلك يكونون أكثر من أهلي ) . | يعني بأهله أهل بيت المقدس من بني إسرائيل . | أراد أن أهل مكة يكونون بمن يأتيهم من الحجاج والعمار أكثر من أهل بيت المقدس . | فشبه مكة بامرأة عاقر لم تلد ، لأنه لم يكن فيها قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إسماعيل وحده ، ولم ينزل بها كتاب . | ولا يجوز أن يكون أراد بالعاقر بيت المقدس ، لأنه بيت الأنبياء ومهبط الوحي ، ولا يشبه بالعاقر من النساء . | وفي ( شعيا ) أيضا من ذكر مكة : | ( قد أقسمت بنفسي كقسمي أيام نوح الا أغرق الأرض بالطوفان ، كذلك أقسمت أن لا أسخط عليك ولا أرفضك ، فإن الجبال تزول والقلاع تنحط ، ونعمتي عليك لا تزول ) . | ثم قال : ( يا مسكينة يا مضطهدة هأنا ذا بان بالحسن حجارتك ، ومزينك بالجواهر ، ومكلل باللؤلؤ سقفك ، وبالزبرجد أبوابك ، وتبعدين من الظلم فلا تخافي ، ومن الضعف فلا تضعفي ، وكل سلاح يصنعه صانع فلا يعمل فيك ، وكل لسان وكل لغة تقوم معك بالخصومة تفلحين معها ) . | ثم قال : ( وسيسميك الله اسما جديدا ) . | يريد أنه سمي المسجد الحرام وكان قبل ذلك يسمى الكعبة . | ( فقومي فأشرقي ، فإنه قد دنا نورك ووقار الله عليك ) . | ( انظري بعينك حولك ، فإنهم مجتمعون ، يأتيك بنوك وبناتك غدوا فحينئذ تسرين وتزهرين ، ويخاف عدوك ويشبع قلبك ، وكل غنم قيدار مجتمعة إليك ، وسادات بناوت يخدمونك ) . | وبناوت هو ابن إسماعيل . | وقيدار هو أبو النبي صلى الله عليه وسلم وهو أخو بناوت . | ثم قال : ( وتفتح أبوابك دائما الليل والنهار ، لا تغلق ، ويتخذونك قبلة ، وتدعين بعد ذلك مدينة الرب ) . | أي : بيت الله عز وجل . | وفي موضع آخر من ( شعيا ) : | ( ارفعي بصرك إلى ما حولك تستبهجين وتفرحين ، من أجل أنه يصل إليك ذخائر البحر ، ويحج إليك عساكر الأمم ، حتى تعمرك قطر الإبل المؤبلة ، وتضيق أرضك عن القطرات التي تجمع إليك ، وتساق إليك كباش مدين ، ويأتيك أهل سبأ وتسير إليك بأغنام قيدار ، ويخدمك رجالات بناوت ) . | يعني سدنة البيت ، إنما هم من ولد بناوت بن إسماعيل . |

( ذكر طريق مكة في شعيا )

قال ابن قتيبة : ذكر طريق مكة في ( شعيا ) : | وفي ( شعيا ) عن الله

صفحہ 65