ففكر نامق بك قليلا، وقال مترددا: وإنما هل يمكنني أن أسأل يا سمو البرنس عن صحة كلام ذلك الأفاك الزنيم بشأن جفاء نميقة للبرنس؛ لأن في نيتي أن أباحث البرنس في الأمر، ولذلك أود أن أكون على بينة من كل شيء. - لا بأس أن تخاطبه يا عزيزي نامق بك. وإنما أود أن يفهم من مخاطبتك له أنه ليس الغرض من مخاطبته العودة إلى نميقة؛ لأن ذلك لم يعد يهمني. وإنما أود أن يقتنع أن هذه الصورة مفتعلة بلؤم ومكر، وأن الأميرة نميقة بريئة من كل ما يتهمها به ذلك الوغد الزنيم. - بالطبع هذا أول ما يجب أن أقنعه به؛ صونا لطهر كريمتكم المصونة الأميرة نميقة، ولاعتصام مقامكم السامي بالنبل والمجد والشمم. وبعد ذلك نرى ماذا يكون بيننا وبينه. - حسنا، وأنا أدعو نميقة الآن وأنت تسمع كلامها. فأنت كعمها وهي لا تستحي في مجلسك الشريف يا عزيزي نامق بك، بل أتركها معك لكي تقول لك كل ما في نفسها، حتى إذا كانت تكتم عني أو عن والدتها أي عاطفة فلا تكتمها عنك.
وفي الحال استدعى البرنس سناء الدين بنته الأميرة نميقة، فبدت بدو البدر من وراء الغيوم. سبحان مقسم المحامد والمواهب. بهاء تستتر الشمس من أمامه خجلا وتضطرب الدراري في السماء لديه غيرة وحسدا. وهي القامة التي قال فيها الشاعر:
سافر الوجه عن محاسن بدر
مائس القد عن معاطف بانه
لست أدري أراكة هز من أع
طافه الهيف أم لوى خيزرانه
وهما اللحظان اللذان قال فيهما آخر:
وألحاظ بأسياف تنادي
على عاصي الهوى الله أكبر
وهما الوجنتان اللتان قال فيهما المعز:
نامعلوم صفحہ