فاضطجع في ظلها، قد أيس من راحلته. فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها فقال من شدة الفرح، اللهم أنت عبدي وأنا ربك. أخطأ من شدة الفرح" ١ أخرجاه.
وعن أبي موسى ﵁. أن رسول الله ﷺ قال: "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها" ٢ رواه مسلم.
ولهما عن عمر ﵁ قال: "قدم على رسول الله ﷺ بسبي هوازن فإذا امرأة من السبي تسعى، إذ وجدت صبيا في السبي، فأخذته فألزقته ببطنها فأرضعته. فقال النبي صلى الله عليه: وسلم أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ قلنا: لا والله. فقال: الله أرحم بعباده من هذه بولدها".
وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "لما خلق الله الخلق كتب في كتاب، فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي غلبت غضبي" ٣ رواه البخاري.
ولهما عنه أن رسول الله ﷺ قال: "جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا، وأنزل في الأرض جزءا واحدا. فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق، حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه"٤. ولمسلم معناه من حديث سلمان، وفيه: "كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض، فإذا كان يوم القيامة كملها بهذه الرحمة" ٥.
وعن أنس ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طعمة في الدنيا، وأما المؤمن فإن الله يدخر له حسناته في الآخرة، ويعقبه رزقا في الدنيا على طاعته" ٦ رواه مسلم.
_________
١ البخاري: الدعوات (٦٣٠٩)، ومسلم: التوبة (٢٧٤٧)، وأحمد (٣/٢١٣) .
٢ صحيح مسلم: كتاب التوبة (٢٧٥٩)، ومسند أحمد (٤/٣٩٥) .
٣ مسند أحمد (٢/٣٥٨) .
٤ صحيح مسلم: كتاب التوبة (٢٧٥٢) .
٥ مسلم: التوبة (٢٧٥٣) .
٦ مسلم: صفة القيامة والجنة والنار (٢٨٠٨)، وأحمد (٣/١٢٣،٣/٢٨٣) .
1 / 234