وقد أجمع (¬1) الناس/[11] على أن الله خالق كل شيء وما سواه مخلوق لقوله: { وخلق كل شيء فقدره تقديرا } (¬2) وقوله: { وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم } (¬3) وهذا الإقرار اصل توحيدهم الذي يخرجون به من (¬4) الشرك ويدخلون به الإسلام. وقيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - : ما الإيمان يا رسول الله فقال مجيبا لسائله: « أن تؤمن بالله واليوم الآخر، والملائكة والنبيين والقدر كله (¬5) خيره وشره أنه من عند الله» (¬6) وقال [ - صلى الله عليه وسلم - ] (¬7) : « كل شيء بالقدر حتى الزنا والسرقة » (¬8) فقال: « اعملوا، فكل عامل ميسر لما خلق له » (¬9) فنقضت ذلك (¬10) المعتزلة ومن قال بقولهم من المزيلة الذين أزالوا قدرة الله وتقديره وسلطانه، عن أعمال العباد، واكتساب كل مكتسب من إنس وجان وملك وبهيمة، وأعمال أهل الجنة. وقال بعضهم: إن المسببات على أفعال العباد مثل ذلك كمثل ما قالوا في أفعالهم. وإنما ألجأهم إلى هذا - زعموا - نفي التشريك (¬11) والتشبيه، وأن الكافر والظالم والجائر عندهم الفاعل للكفر (¬12) والجور (¬13) والظلم. ومحال - عندهم - أن يكون الفعل من فاعلين. وقالوا (¬14) : لا يخلو هذا الفعل إما أن يكون الله (¬15) منفردا به، أو يكون العبد منفردا به، أو هما مشتركان فيه، وقالوا: ليس بحكيم من يعذب [ويذم] (¬16)
¬__________
(¬1) ق: اجتمع .
(¬2) سورة الفرقان: 2.
(¬3) سورة الأنعام: 101.
(¬4) ج، ر، ح: عن.
(¬5) - من: ح.
(¬6) هذا الحديث أخرجه البخاري: حديث جبريل رقم 50، ورقم 4777. ومسند الربيع بن حبيب السابق، ص201.
(¬7) + من ح، م، ر.
(¬8) انظر مسند الربيع بن حبيب (الجامع الصحيح)، ج1/25 وحديث (796)، ص207.
(¬9) انظر: البخاري، في باب القدر، ج4/92. مسلم: باب القدر، ج6/87.
(¬10) 10) - من ج.
(¬11) 11) ج: الشريك.
(¬12) 12) - من م.
(¬13) 13) ح، ر: للجور.
(¬14) 14) م: قالوا.
(¬15) 15) ج: لله.
(¬16) 16) - من ت..
صفحہ 66