والوجه أيضا على المعقول وعلى غير المعقول، فغير المعقول: الشيء نفسه، وقال: { إنما نطعمكم لوجه الله } (¬1) أي لله لا غيره (¬2) وقال: { وكان عند الله وجيها } (¬3) أي ذا المنزلة الرفيعة عنده. وقال: { وجه النهار } (¬4) يعني أوله. وتقول الناس فيما بينهم: خذ الأمر من وجهه وخذ الكلام من وجهه. ويقولون: هذا وجه الكلام، كما يقولون: نفس الحاجة ونفس الطريق. وقال في عيسى عليه السلام: { وجيها في الدنيا والآخرة } (¬5) يريد ذا جاه عند الله. وقال: { كل شيء هالك إلا وجهه } (¬6) أي إلا إياه. وقيل: إلا ما يراد به الله من العمل، فكل عمل زائل مضمحل إلا ما يراد به الله من العمل، الصالح لقوله: { بلى من أسلم وجهه لله } (¬7) .
الأصل الثاني
في القدر (¬8)
¬__________
(¬1) 111) سورة الدهر: 09.
(¬2) 112) ج، م: لغيره.
(¬3) 113) سورة الأحزاب: 69.
(¬4) 114) سورة آل عمران: 72.
(¬5) 115) سورة آل عمران: 45.
(¬6) 116) سورة القصص: 88.
(¬7) 117) سورة البقرة: 112.
(¬8) عن القدر: انظر ما كتبه الإباضية في: الربيع بن حبيب، الجامع الصحيح، ج1/25. ورأي أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي (توفي في خلافة أبي جعفر المنصور)، في القدر ومجادلته مع واصل بن عطاء. في طبقات المشائخ للدرجيني (السابق)، ج2/246. الجيطالي: قواعد الإسلام، ج1/31 و 32. محمد بن يوسف اطفيش: الذهب الخالص، ص22. وكتابه: الجامع الصغير، طبعة سلطنة عمان سنة 1986، ج1/16 وما بعدها. وكتاب: مقدمة التوحيد (ترجمها عن البربرية أبو حفص عمر بن جميع) بشرح: الشماخي والتلاتلي. ط2، سنة 1973م. ص32 وما بعدها.
صفحہ 65