ولما وصل إيليا والشيخ سلم الشيخ باحترام على الأمير فرد عليه الأمير السلام، وحادثه هنيهة، ثم طلب أن يرى المكان الذي رفع منه عيسى، فذهب إيليا به وبحاشيته إلى هذا المكان، وبعد أن شاهدوه عادوا وجلسوا تحت الأرزة.
ولما أخذ كل واحد منهم مكانه قال الإمام: أيها الشيخ، قص علينا ما رأيته في تلك الحروب الشديدة، وقبل ذلك أخبرنا عن أصل ملككم هرقل
1
فإنني سمعت أنه لم يكن ابن ملك.
فقال الشيخ: بل هو ابن أمير أيها الأمير، وقد نال المملكة بهمته، وتفصيل ذلك
2
أنه في زمن الإمبراطور موريس حدثت ثورة في بلاد الفرس اضطرت ملكها هرمز إلى الفرار منها والالتجاء إلى القسطنطينية. فأكرمه سلطانها موريس، وأمده بالجنود، فعاد هرمز إلى كرسيه، وملك باسم كسرى برويز
3
وكانت الحروب يومئذ قائمة بين الإمبراطور موريس والتتر، وكان لدى ملك التتر ألوف من أسرى الروم. فطلب ملك التتر نصف دينار فدية كل أسير، وكان الإمبراطور موريس مشهورا بالبخل مع شدة بأسه فأبى دفع هذا المبلغ، فقتل حينئذ ملك التتر أولئك الأسرى نكاية له. فلما علم الشعب في القسطنطينية بذلك ثاروا على الإمبراطور وخلعوه، وولوا مكانه أحد قواد الجند، ويدعى (فوكاس)
4
نامعلوم صفحہ