تدقيق واستقراء، عَسى أَن نهتدي إِلَى جرثومة الدَّاء عَن يَقِين، فنسعى فِي مقاومتها، حَتَّى إِذا ارْتَفَعت الْعلَّة بَرِيء العليل أَن شَاءَ الله تَعَالَى.
قَالَ الْفَاضِل الشَّامي: أَنِّي أوافق الْأُسْتَاذ الرئيس على تَعْرِيفه وتوصيفه الْحَالة النَّازِلَة بالفتور، كَمَا أَنِّي لَا أعلم مَا يُعَارض كَون هَذَا الفتور عَاما محيطًا بِجَمِيعِ الْمُسلمين.
قَالَ الصاحب الْهِنْدِيّ: أَنِّي وَأَن كنت أقل الإخوان فَضِيلَة ولكنني جوال، وَقد خبرت الْبِلَاد وأحوال الْعباد، وَلَا شكّ عِنْدِي فِي أَن هَذَا الفتور عَام وَإِن كَانَ لَا يظْهر فِي بعض الْمَوَاضِع الَّتِي لَيْسَ فِيهَا غير الْمُسلمين، كأواسط جَزِيرَة الْعَرَب وَبَعض جِهَات إفريقيا، وَلَا يظْهر أَيْضا فِي بعض مواقع أُخْرَى مجاورو الْمُسلمين فِيهَا ومخالطوهم من أهل النَّحْل الوثنية الغريبة الْوَضع، المتناهية فِي الشدَّة، كبقايا الصابئة حول دجلة الَّذين يضيعون كثيرا من أوقاتهم منغمسين فِي المَاء تعبدًا، وكالكونغو من الزنوج، وكالبوذية من الهنود المعتقدين أَن كل مصائبهم حَتَّى الْمَوْت الطبيعي من تأثيرات أَعمال السَّحَرَة عِنْدهم، فَإِن أَمْثَال هَؤُلَاءِ اكثر فتورًا من الْمُسلمين، على أَن ذَلِك لَا يرفع صفة الفتور وعموميته عَن الْمُسلمين.
1 / 23