172

[171_2]

قرابة مستفادة. ما تواصل اثنان فدام تواصلهما إلا لفضلهما أو فضل أحدها. أسرع الأشياء انقطاعا مودة الأشرار. المحروم من حرم صالحي الإخوان. لقاء الخليل، شفا الغليل. قلة الزيارة، أمان من الملالة. إخوان السوء كشجر في النار يحرق بعضه بعضا. علامة الصديق إذا أراد القطيعة أن يؤخر الجواب ولا يبتدئ بالكتاب. لا يفسدنك الظن على صديق قد أصلحك اليقين له. من لم يقدم الامتحان قبل الثقة، والثقة قبل الأنس أثمرت مودته ندما . إذا قدمت الحومة، تشبهت بالقرابة. العتاب حياة المودة. ظاهر العتاب خير من باطن الحقد. ما أكثر من يعاتب لطلب علة. ويبقى الود ما بقي العتاب. كمون الحقد في الفؤاد، ككمون النار في الزناد. القريب بعيد بعداوته، والبعيد قريب بمودته. لا تأمين عدوك وإن كان مقهورا، واحذره وإن كان مفقودا، فإن حد السيف فيه وإن كان مغمودا. لا تتعرض لعدوك في دولته، فإنها إذا زالت كفتك مؤونته. نصح الصديق تأديب، ونصح العدو تأنيب.

روى البيهقي قال: أخبرنا بعض أصحابنا قال: شهدت المأمون يوما وقد خرج من باب البستان ببغداد، فصاح به رجل بصري: يا أمير المؤمنين إني تزوجت بامرأة من آل زياد، وأن أبا الرازي فرق بيننا، وقال هي امرأة من قريش، قال: فأمر عمرو بن مسعدة، فكتب إلى أبي الرازي: إنه قد بلغ أمير المؤمنين ما كان من الزيادية وخلعك إياها إذ كانت من قريش، يا ابن اللخناء بأن تلصق بها من ليس منها، فخل بين الرجل وامرأته، فلئن كان زياد من قريش إنه لأبن سمية بغي عاهرة، لا يفتخر بقرابتها ولا يتطاول بولادتها، ولئن كان ابن عبيد لقد باء بأمر عظيم، إذ ادعى إلى غير أبيه، لحظ تعجله وملك بهره اه. وأمر المأمون عمرو بن مسعدة أن يكتب لرجل عناية به إلى بعض العمال في قضاء حقه، وأن يختصر كتابه ما أمكنه حتى يكون ما يكتب به في سطر واحد لا زيادة عليه، فكتب

صفحہ 171