170

[169_2]

وجهك، فإن هذا لا يكون إلا رديء الغيب، سريعا إلى الذم.

وكتب إلى الحسن بن سهل: أما بعد فإنك ممن إذا غرس سقى، وإذا أسس بنى، ليستتم تشييد أسه، ويجتني ثمار غرسه، وثناؤك عندي قد شارف الدروس، وغرسك مشف على اليبوس، فتدارك بناء ما أسست، وسقي ما غرست؛ إن شاء الله.

وكتب إلى بعض أصحابه في شخص يعز عليه: أما بعد فموصل كتابي إليك سالم والسلام. أراد قول الشاعر:

يديرونني عن سالم وأديرهم ... وجلدة بين العين والأنف سالم

أي يحل مني هذا المحل.

وكتب إلى المأمون في رجل من بني ضبة يستشفع له بالزيادة من منزلته وجعل كتابه تعريضا: أما بعد فقد استشفع بي فلان يا أمير المؤمنين لتطولك علي، في إلحاقه بنظرائه من الخاصة فيما يرتزقون به، وأعلمته أم أمير المؤمنين لم يجعلني في مراتب المستشفعين، وفي ابتدائه بذلك تعدى طاعته والسلام، فكتب إليه المأمون: قد عرفنا توطئتك له، وتعريضك لنفسك، وأجبناك إليهما، ووافقناك عليهما اه. وقوله: أن أمير المؤمنين لم يجعلني في مراتب المستشفعين وفي ابتدائه بذلك تعدى طاعته من الكلام السري الذي يدل على مبلغ أدب عمرو، وبعد غوره في السياسة، ووقوفه على نفسية الخلفاء.

قدم رجل من أنباء دهاقين قريش على المأمون لعدة سلفت منه، فطال على الرجل انتظار خروج أمر المأمون، فقال لعمرو بن مسعدة: توصل مني رقعة إلى أمير المؤمنين أن يفك أسر عبده من ربقة المطل بقضاء حاجته، أو يأذن له بالانصراف إلى بلده فعل أن شاء الله. فلما قرأ المأمون الرقعة دعا عمرا، فجعل يعجب من حسن لفظها، وإيجاز المراد. فقال عمرو: فما نتيجتها يا أمير المؤمنين.

صفحہ 169