تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء
تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء
تحقیق کنندہ
عبد الستار أحمد فراج
ناشر
مكتبة الأعيان
اصناف
تاریخ
وذكرت معايبه ومساوئه. قال: فرأيته قد استعظم الحال، وكثر في عينه المال، ولم ينهض من مجلس حتى وعدني بتسليم ابن الحواري إلي ولم يقبل هو ولا السيدة ولا القهرمانة عوض ما أعطونيه إلا بعد جهد وسؤال. وحدث أبو الحسين بن هشام قال: كنا على مائدة أبي العباس أحمد بن عبيد الله الخصيبي في وزارته، فجرى
ذكر علي بن عيسى وابن الفرات فقال: كان ابن الفرات نافذًا في عمل الخراج وتدبير البلاد وجباية المال وافتتاح الأطراف، وأليق من علي ابن عيسى في سياسة الملك. وكان علي بن عيسى كثير التدين شديد التصون عفيفًا عن المال، وله مذهب في الترسل لا يلحقه فيه أحد ولا ابن الفرات. والتفت إلى أبي عبد الله زنجي وكان حاضرًا فقال له: ما عندك في هذا يا أبا عبد الله؟ فقام قائمًا وقال: من عادتي أيها الوزير إذا صحبت وزيرًا أن أُحصي محاسنه وأذكرها، فأما مساوئه فلا أُخطرها مني بالًا، ولا أُجري بها لسانًا، وعلى ذلك فإن أذن الوزير في الجواب قلت ما عندي. قال: قل. فقال: كانت يد أبي الحسن بن الفرات تخونه لفساد خطه، وكان يعمل النسخ بأجزل كلام وأحسنه، ويخرجها إلي فأحررها، والبارحة كنت أميز شيئًا فمرت بي ثلاث نسخ بخطه، إن أمر الوزير بإحضارها ليتبين له موقعه من الترسل أحضرتها. فقال: افعل. وأنفذ غلامه ليحضرها، وتشاغلنا بالأكل. فلما انقضى ونهض الوزير وغسل يده ونام، جلس زنجي في مجلسه من الدار على انتظار النسخ حتى حملت إليه فقرأتها، ولم أزل أُكرر النظر فيها. وكانت إحداها نسخة كتاب منه إلى مؤنس في أمر علي بن عيسى وهي: بن عيسى وابن الفرات فقال: كان ابن الفرات نافذًا في عمل الخراج وتدبير البلاد وجباية المال وافتتاح الأطراف، وأليق من علي ابن عيسى في سياسة الملك. وكان علي بن عيسى كثير التدين شديد التصون عفيفًا عن المال، وله مذهب في الترسل لا يلحقه فيه أحد ولا ابن الفرات. والتفت إلى أبي عبد الله زنجي وكان حاضرًا فقال له: ما عندك في هذا يا أبا عبد الله؟ فقام قائمًا وقال: من عادتي أيها الوزير إذا صحبت وزيرًا أن أُحصي محاسنه وأذكرها، فأما مساوئه فلا أُخطرها مني بالًا، ولا أُجري بها لسانًا، وعلى ذلك فإن أذن الوزير في الجواب قلت ما عندي. قال: قل. فقال: كانت يد أبي الحسن بن الفرات تخونه لفساد خطه، وكان يعمل النسخ بأجزل كلام وأحسنه، ويخرجها إلي فأحررها، والبارحة كنت أميز شيئًا فمرت بي ثلاث نسخ بخطه، إن أمر الوزير بإحضارها ليتبين له موقعه من الترسل أحضرتها. فقال: افعل. وأنفذ غلامه ليحضرها، وتشاغلنا بالأكل. فلما انقضى ونهض الوزير وغسل يده ونام، جلس زنجي في مجلسه من الدار على انتظار النسخ حتى حملت إليه فقرأتها، ولم أزل أُكرر النظر فيها. وكانت إحداها نسخة كتاب منه إلى مؤنس في أمر علي بن عيسى وهي: آثار علي بن عيسى أعزك الله فيما تولاه من الأعمال، وجرى على يده
1 / 98