تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء

ہلال الصابئ d. 448 AH
87

تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء

تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء

تحقیق کنندہ

عبد الستار أحمد فراج

ناشر

مكتبة الأعيان

اصناف

تاریخ
إلى كل واحد الثلث منها لاصلاح أمره والقيام بمؤونته، وأرد العوض عنها بعد شهر من ثمن أمتعة قد بيت عند قوم من أصحاب ودائعي. فقال: هذا قدر يقبح أن نمنعه إياه مع كثير ما أخذناه من ماله، احملوا إليه ذلك، فحمل إلي. وراسلت السيدة وطلبت منها خمسين ألف درهم، فكانت تلك سبيلها، وجمعت الجميع ودفعته إلى أم كلثوم قهرمانتي، وأمرتها أن تبتاع به دنانير جددًا حسانًا وتجيئني بها. ففعلت. وكانت من عادة المقتدر بالله إذا صام يوم الخميس أن يدخل إلي الحجرة التي أنا محبوس فيها، يقعد عندي ويحادثني من وقت العصر إلى وقت المغرب. فلما كان يوم الخميس قبل وقت حضوره صببت الدنانير بين يدي، فدخل وقال: ما هذا يا أبا الحسن؟ فقلت: أما يرى مولانا أمير المؤمنين كثرة هذه الدنانير، وحسنها؟ قال: بلى، فكم مبلغها؟ قلت: سبعة عشر ألف دينار. قال: ولأي شيء هي بين يديك؟ قلت. اقترضت ذلك المال من أمير المؤمنين ومن السيدة وزيدان، وصرفته فيما أردت فيه، واستدعيت ما كان لي مودعًا من أمتعة وصياغات ممن هو عنده، فأنفذه إلي لما ظهر لهم من تفضل مولانا علي، وزال بذلك طمعهم في، وبعته وحصلت ثمنه هذا لأرده على من اقترضته منه. فقال: ما أقبح هذا! أترانا نبخل عليك بما أطلقناه لك مع ما أخذناه منك مما رأيناه تعويضك عنه وردك إلى أفضل ما كانت منزلتك عندنا عليه؟ فتبسمت. فقال: مم تبسمك؟ قلت: والله يا أمير المؤمنين ما طلبت المال لحاجة إليه فإن في بقية حالي ما يغني عنه، وإنما أردته لأصرفه بالدنانير، وأضعه بحضرتك، فتشاهده وتعلم أن ابن الحواري الخائن يرتزق من مالك في كل شهر مثل مبلغه، ويقتطع مع ذلك كذا، ويأخذ كذا،

1 / 97