============================================================
يعلم شيئا من خبر المدينة، وقال، ربما يكون في المدينة جن يأخذون كل من اطلع على المدينة، فأمر بالرحيل وسار خلف المدينة فرسخا أو نحوه، فراى الواحا من الرخام الأبيض، كل لوح مقدار عشرين ذراعا، فيها نقش كتاب باللسان المسند، فيها أسماء الملوك والأنبياء والتبابعة (أ) والفراعنة والأكاسرة ال و الجبابرة، ووصايا وموأعظ، وذكر النبي عليه السلام، محمد صلى اللله عليه الا لم، وذكر أمته وشرفه وشرف أمته، ومالهم عند الله، عزوجل، من الكرامة، الوكان عنده من العلماء من يقرأ كل لغة ، فنسخوا ما على تلك الألواح، ثم رأوا
من بعد صورة من نحاس، فذهبوا إليها فوجدوها على صورة رجل في يده لوح
من نحاس. وفي اللوح مكتوب : ليس ورائي مذهب فارجعوا ولا تدخلوا هذه الأرض فتهلكوا.
فقال موسى بن نصير، هذه أرض بيضاء كثيرة الأشجار والنبات والماء فيها (ب)، فكيف يهلك الناس في هذه الأرض؟ فأمر جماعة من عبيده، فدخلوا تلك الأرض، فوثبت عليهم من بين تلك الأشجار نمل عظام كالسباع الضارية، فقطعوا أولئك الرجال وخيولهم، واقبلوا نحو العسكر، مثل السحابة كثرة حتى وصلوا إلى تلك الصورة ووقفوا عندها ولم يتعدوها، فعجبوا من ذلك ثم انصرفوا حتى إذا (ج) بعدوا من المدينة رأوا شجرا كثيرا.
حديت البحيرة والجن المسجونين فيها: قال فلما وصلوا إلى ذلك الشجر رأوا عنده بجيرة كبيرة كثيرة(28) الطين اوالأمواج فيها تلتطم، طيبة الماء حولها شجر كثير(29) والطير كثير حولها، (1) في الأصل بتحريف : والتتابعة.
(ب) في الأصل بتحريف : ولا ماء فيها (ج) في الأصل كلمة زائدة وصلوا.
(28) انظر مقتسات القزويني من هذه القصة على رواية ابي حامد في الملحق.
29) تعرف جودفر واي ذو مومبين (المصدر المذكور، ص 42 و - 393) على هذه البحيرة في بحيرة تشاد، وبالتالي يكون موقع مدينة النحاس في جنوب القارة الافريقية وليس في الاندلس، وهو المكان الذي يحدده لها جميع المؤلفين الذين اوردوا قصتها فيما عدا المسعودي.
صفحہ 62