تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
اصناف
قال أبو المؤثر وكان خلف بن زياد مع الإمام الجلندي في حرب خازم عامل السلطان فمرض خلف بن زياد فتخلف عن المسير مع الجلندي بإزكي وبقي بها من بعد الجلندي حتى مات بإزكي؛ وقال غيره نشأ خلف بن زياد بالبحرين ثم خرج منها يلتمس الحق , فكان كلما لقي أحدا من أهل الفرق من قومنا طلب منه أن يعرفه مذهبه فإذا عرفه قال الحق في غير هذا حتى بلغ البصرة , ولقي أبا عبيدة مسلما فسأله عن مذهبه فنسبه له فقال هذا هو الحق فلزمه , كان عليه حتى مات رحمه الله.
ذكر شبيب بن عطية العماني رحمه الله تعالى
وذكر أبو محمد وأبو الحسن أن شبيبا كان من أصحاب الجلندي وذكر غيرهما أنه يجي القرى ولم يكن إمام منصوبا , إنما كان محتسبا والظاهر أن أمره هذا كان بعد الجلندي وكان رجلا صلبا في دينه شديدا على الجبابرة داعيا إلى مخالفتهم , له سيرة تنبئ عن تصلبه في دينه وشدته على البغاة , قال في أولها:
( أما بعد ) فإنه قد بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول يد المسلمين واحدة على من سواهم؛ والمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله , وقد أمسيتم وأمسينا إخوانا على الحال التي قد ترون اختلفت في إعلاق الأمة , وتشتت أمرها ووثب بعضهم على بعض كالسباع ينهش بعضهم بعضا بالظلم والعدوان والغشم وانتهاك المحارم , ولا يعرفون حق الله ولا حرمة الإسلام؛ ولا يحتجرون به , وأمسينا وأمسيتم بحمد الله ونعم الله علينا وعليكم سابغة وفضله علينا وعليكم عظيم يأمن بعضنا بعضا ويعرف بعضنا لبعض حرمة الإسلام وحق أهله؛ وكتاب الله إمامنا وإمامكم إن كنا وكنتم صادقين.
صفحہ 85