تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

Noor al-Din al-Salmi d. 1332 AH
187

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

اصناف

قال وبلغنا أن تاجرا خرج إلى قرية يقال لها أبيل فاشترى منها برا على حساب مكوك وثلث إلا ربع السدس بدرهم فأخذوه إلى ذلك البلد فقطره وقيده حتى رد بضاعته التي اشتراها , ثم أن الوالي رجع فاشترى ذلك الحب على حساب مكوك وثلث زيادة على ما كان اشتراه التاجر , فأضر بالبائع واضر بالمشتري , ثم أن التاجر أتى راشدا فشكى إليه فكان إنصافه له أن طرحه في السجن ثم أخرج من السجن ثم أتى إلى موسى فشكى إليه من الوالي فطلب إليه الإنصاف فقال نعم ننصف فلم يرفع له رأسا , ولم يكن منه شيء إلا أن تكلم موسى فقال إن الإمام قد ترك ذلك الأمر الذي كان يأمر به فلم يكن منهم إنصاف ولا توبة إلا هذا. قال:

ثم هم فيما بينهم يتهامزون ويتطاعنون يسمون إمامهم حمارا جلبيا وتيسا عشقيا ويسمون قاضيهم أبا السطور ( تحبسهم جميعا وقلوبهم شتى ) إخوانا علانية أعداء سريرة إلا أنهم قد اجتمعوا على أنهم قد قهروا المسلمين وأخافوهم؛ وأخافوا عزان ابن تميم وأخرجوه من منزله وداره بكفالة لا تلزمه وهم يعرفون فضله , وقد كان موسى احتاج إلى رأيه وحبسوا محمد بن عمر بن أخنس بلا ذنب ولا حدث منه إلا سوء الظن فيه وهو معروف فضله مع المسلمين؛ ثم بعد ذلك أخافوه وبعثوا إليه الخيل فخاف في منزله بلا ذنب ولا حدث حتى ضاقت عليه الأرض وألقى بنفسه إليهم , فلم يجدوا له ذنبا فحبسوه في عسكرهم ولم يأذنوا له بالانصراف إلى منزله حتى أخذوا عليه كفيلا , وما ذلك منهم بعدل , قال وهذا من عجائبهم في تسعة عشر شهرا منذ ملكوا ولديهم المزيد.

صفحہ 196