باللسان والعمل بالأركان.
ويرد عليهم: أنه سبحانه عطف الأعمال الصالحة والانتهاء عن
المعاصي على الإيمان في مواضع لا تحصى، ولو كانت الأعمال
داخلة في الإيمان لما حسن ذلك. وعلى المحدثين خاصة أنه لو كان
كذلك للزم خلروج الفاسق بفسقه عن عداد المؤمنين، كما قاله
المعتزلة، ولكنهم أشد الناس إنكارا لهذه المقالة.
فإن قلت: فما تصنع بقوله تعالى ﴿إن الدين عند الله الإسلام﴾
[آل عمران:١٩] ﴿رضيت لكم الإسلام دينا﴾ [المائدة:٣] (ومن يبتغ غير
الإسلام دينا فلن يقبل منه) [آل عمران: ٨٥] فإن الإيمان لو كان مغايرا
للإسلام لم يكن عند الله دينا، ولما كان مرضيا ولا ومقبولا؟! وبقوله
﵇:" الإيمان بضع وسبعون شعبة، أفضلها قول: لا إله إلا
الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق "؟!
قلت: الآيات تدل على أن الشرائع والأعمال المغايرة للإسلام
غير مقبولة، ولا معتد بها، ولا يلزم من ذلك أن يكون ما ليس من قبيل
الأعمال كذلك، مع أن الآيتين الأوليين لا تفيدان الحصر، والإيمان
المذكور في الحديث مجاز، لأن إماطة الأذى عن الطريق ليس من
مفهوم الإيمان الحقيقي وفاقا، والتصديق القلبي ليس خارجا عنه.
والحديث أخرجه عن الشعب البضع والسبعين، إذ لو دخل فيه
لزم أن يكون القول أفضل من العقد، وليس كذلك.
1 / 31