253

تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة

تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة

تحقیق کنندہ

لجنة مختصة بإشراف نور الدين طالب

ناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت

اصناف

جبل، فالظاهر أنه حكاية رؤياه، ويدل عليه مقدمة الحديث على ما ساقه الطبراني، فإنه روي بإسناده عن معاذ: أنه قال: احتبس علينا رسول الله ﷺ صلاة الغداة حتى كادت الشمس تطلع، فلما صلى الغداة قال: " إني صليت الليلة ما قضي لي، ووضعت جنبي في المسجد، فأتاني ربي في أحسن صورة "، وعلى هذا لم يكن فيه إشكال، إذ الرائي قد يرى غير المشكل مشكلا، والمشكل بغير شكله، ثم لم يعد ذلك بخلل في الرؤيا وخلل في خلد الرائي، بل له أسباب أخر تذكر في علم المنامات، ولولا تلك الأسباب لما افتقرت رؤيا الأنبياء – صلوات الله عليهم – إلى التعبير، وإن كان في اليقظة، وعليه ظاهر ما روى أحمد بن حنبل، فإن فيه:" فنعست في صلاتي حتى استيقظت، فإذا أنا بربي ﷿ في أحسن صورة " فلا بد من التأويل:
فأقول – وبالله التوفيق -: صورة الشيء ما يميز به الشيء عن غيره، سواء كان عين ذاته أو جزءه المميز، وكما يطلق ذلك في الجسم يطلق في المعاني، فيقال: صورة المسألة كذا وصورة الحال كذا، فصورته تعالى – والله أعلم -: ذاته المخصوصة المنزهة عن مماثلة ما عداه من الأشياء، كما قال تعالى: ﴿ليس كمثله شيء﴾ [الشورى: ١١] [البالغة] إلى أقصى مراتب الكمال.

1 / 261