التكذيب والمشاقة، وتعديته لتضمنه معنى أقر وأعترف.
و" الله " أصله: (إله) فحذفت همزته معوضا عنها حرف
التعريف، وكذلك قطع الألف وأدخل عليه حرف النداء، فقيل:
يا ألله و(الإله): فعال بمعنى المفعول، كالكتاب بمعنى المكتوب،
من: أله إلاهة، أي: عبادة، أو أله ألها، أي: تحير، فإن الفطن
يدهش في معرفة المعبود، والعقول تتحير في كبريائه، فغلب على
المعبود بحق، وأما (الله) فمختص به لا يقع على غيره، واختلف في
أنه وصف أو اسم، فمن زعم أنه اسم احتج بأن صفاته تعالى لا بد لها
من اسم تجري عليه، وسائر الألفاظ الجارية على الله صفات
بالاتفاق، ومن أنكر ذلك تمسك بأن ذاته من حيث هو غير معقول،
فلا يمكن وضع اللفظ له، والظاهر أنه من الصفات الغالبة ز
و(الملائكة) جمع: ملاك على الأصل، كالشمائل جمع: شمال
والتاء لتأنيث الجمع، مشتق من الألوكة بمعنى: الرسالة غلبت على
الجواهر العلوية النورانية المبرأة عن الكدورات الجسمانية، التي هي
وسائط بين الله تعالى والبشر.
و(كتبه): ما أنزل على أنبيائه صلوات الله عليهم، إما مكتوبا على
نحو ألواح، أو مسموعا من الله تعالى من وراء حجاب، أو من ملك
مشاهد مشافه أو مصوت هتاف، وأشار سبحانه إلى هذه الأقسام في
قوله: (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا
فيوحي بإذنه ما يشاء) [الشورى ٥١] وإنما قدم ذكر الملك على الكتاب
1 / 28