الدنيوية، ويتوجه بقلبه إلى الحضرة الإلهية. ولا يقصد بسعيه – سيما
في هذا الفن – سوى الفوز بالمعرفة والزلفى من الله تعالى.
ولفظة (إنما) تفيد الحصر، لأنها مؤلفة من (أن) التي للإثبات
و(ما) التي للنفي، والأصل يقتضي بقاء مفهومها بعد التركيب،
ولا ريب في أن (إن) لا تقتضي إثبات غير المذكور، و(ما) نفي
المذكور، فتعين عكسه.
ويشهد له قول الأعشى:
[و] إنما العزة للكاثر
وقول الفرزدق:
........... وإنما ... يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي
فالمعنى: لا عمل إلا بالنية، والنفي المضاف إلى الأفعال مثل:
لا صلاة، ولا صيام، ولا نكاح، متروك الظاهر، لأن الذوات غير
منتفية، والمراد به نفي الأحكام المتعلقة بوجودها كالصحة والفضيلة،
والحمل على نفي الصحة أولى، لأنه أشبه بنفي الشيء في نفسه، لأن
اللفظ يدل بالتصريح على نفي الذات، وبالتبع على نفي جميع
الصفات، فلما منع الدليل على نفي الذات بقي دلالته على نفي
جميع الصفات.
والنية: عبارة عن انبعاث القلب نحو ما يراه موافقا لغرض من
1 / 19