فعند ذلك عفا السلطان عنه. ولما سكن ذلك الإرجاف محركة التتار، عاد السلطان إلى الديار المصرية وعزم على ظهور ولديه خضر وسلامش، فأمر بأن ينصب القبق، فنصب وحصل الاهتمام له كما مجب. ولعبت العساكر ثلاثة أيام وظهر المذكوران وقدمت التقادم وأفيض الإنعام على المخدوم والخادم وكان لعب القبق مشتملا على الجد بما فيه من اجراه الجياد وإدمان الجلاد ورماية السهام والكر والإقدام ، فقال فى ذلك بعض الشعراء :
ذاك يوم لها عن اللهو فيه
وتغى عن مطربات الأغانى
يرنين القسى عتد المراما
ة وركض الجياد فى الميدان
بصليل لمرهف وصهيل
لجواد، ورتة ل ذان
كل أفعاله إلى الجد تعزى
يوم سلم أولا فيوم رهان
لا تراه فى السلم والحرب إلا
بين رمح وصارم وسنان
هكذا تفعل الملوك فعالا
شائعا جده بكل مكان
دام فى رفعة ونصر عزيز
ما تغنت حمأم الأغصان
وكان هذا المهم فى العيد، فتضاعفت بسبيه الأفراح (للخاصة والعامة، وحصلت للطائفتين المسرات التامة ، وانقضى هذا المهم والناس وادعون فى سرور ظاهر، واقعون فى ربيع من المسرة زاهر . وفى هذه السنة أرمل السلطان ولده الملك السعيد إلى الشام وصحبه الأمير شمس الدين اقسنقر الفارقانى وصل الى دمشق ومنها إلى صفد فالشقيف، وعاد إلى مصر. وكان قصده بذلك أن بمرنه على الأسفار ويظهره لأهل الشامات والأمصار. وفى هذه السنة، مات من ملوك المغرب صاحب ترمسان (1 واسمه بغمرا سن، (46 وأخذ يعقوب المرينى مملكته.
صفحہ 79