فى ذلك التيار وتتكردس فى الماء كما تتكردس الأطيار فى الأنهار، والسلطان فى أوائلهم بمماليكه وخواصه ومن معه . ولما تكامل العسكر بالير الشرق، فردوتيه طريدا، وولى هو وجمعه بديدا. وترك آلاته وعدد حصاره ومنجنيقاته، فانهيها أهل البيرة انهايا، وأوقدوا منها أخشابا وشارف السلعطان البيرة وشاهدها وتفقد أحوالها، وتعاهدها، وخلع على.
نائبه بها، وعلى مقدمى رجاها لما أظهروه من الاجتهاد والمصابرة والثبات، ال و انعم عليهم وعاد منها، وقعطع الفرات مغربا، وبما آتاه الله من النصر طربا. وكان ذلك فى شهر ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين وستماثة . وقام السلطان بلمشق برهة يسيرة مم عاد إلى الديار المصرية، وقد طبق صيته الآفاق، وانتشرت سمعته فى العراق . وأرعبت صولته التتار رعبا يكاد يفرق ال بين النوم والاحداق . وكان طلوعه إلى قلعته فى العشر الآخر منه . وأما دوتيه فإنه لما عاه إلى أبغا خائبا قصده، مهزوما جنده لم يؤثر أثرا ، ولا قضى وطرا . وقد قتل جنقر فى المعركة . وكانت التقدمة على ذاك البعث بينهما مشتركة، عد ذلك أبغا ذنبا عظيما، وقال: كنت تموت موتا كما مات رفيقك ولا تأتينى (سليما)وأمر بالحوطة عليه وإخراجه من بين يديه، ال و أ عطى تقدمته لمقدم يسمى ابطاى، فقبل الأرض بين يدى أبغا، وضمن سد الخلل الذى قصر درباى (فيه ، ويدرك استدرا كه وتلافيه. وأما السلطان فإنه لما استقر به القرار وسكنت عنه هو اجس الأفكار من جهة تلك الأقطار: قابل نعمة الله بالإحان، وأفرج عن الأمير عز الدين أيبك اللمياطى، وقد كان مسجونا مدة زمانا، وأنعم عليه بالتشاريف والحلل والخيول والخول والإمرة واليسرة، فأنساه ما مر به من البأساء والضراء ما أتاه من النعماء ال و السراء . وتاقت نفس السلطان إلى الانفساح ، وانبعثت إلى الانشراح ، فجلس لشرب القمز مجلسا خاصا وحضره الأعيان والأمراء وأكابر الندماء. ولما فاضوا فى المفاكهة، وأفضوا إلى المذاكرة، تذاكروا حديث
صفحہ 76