ودخلت سنه إحدى وسبعين وستمائة:
فتقدم بتجهيز العساكر إلى الشام، وخرج من القلعة ، فلم يلبث فيها إلا خمسة عشر يوما، وسار إلى دمشق، فنضر إليه رسل أبغا بلتمسون الصلح . وفيها تسلم صهيون من سابق الدين وفخر الدين ولدى سيف الدين أحمد بن مظفر الدين عمان صاحبها، فإنه توفى وأوصاهما بالمهاجرة /إلى باب السلطان وتسليم صهيون إليه، فأقبل عليهما وأمر أحدهما وأعطى الآخر اقطاعا وفها حضر مقدم من مقدمى الحار يسمى دوتيه فى خماعة كثيرة منهم الى البيرة ونازلوها، ونصبوا علها المحانيق وحاصروها بالمراماة والتضييق: وجرد حماعة صححبة مقدم يسعى جنقر إلى مخاضة الفرات ليحنظوها، وهى المخاضة التى يقال لها خضة القاضى فلما جاموا إليها: نزلوا عليها، وأقاموا الاسيب، ونصبوا علها سياجأ من الخشب، وصاروا من ورائه مستدربن به وساعة وصول هذا الخبر إلى السلطان، سار تقدم الغرسان حى اثهى الى المخاضة المذكورة، وعاين التتار نازلين عندها بهذه الصورة، وقد اجتمعت معه جيوش الإسلام المنصورة، فاستشار الأمراء أرباب المشورة، وقال : ماذا نصنع بهذا القوم وكيف بمكن اليهم الخوض والعوم؟. فقال له الشهيد قدس الله روحه : هؤلاء أقل من فكرة السلطان فيهم ، ونحن بقطع البحر إليهم،، ثم تقدم مبادرا الى الفرات، فرمى فرسه فيه، وتبعه الطلب الذى له ومضى فيه. ولما صاروا فى البر الشرقى، حطموا ذلك السياج اوهجموا على أولئك التتار هجوم الليوث على التعاج، فاستأصلوهم ومزقوهم وقتل مقدمهم المسمى جنقر قتله كتبغا المنصورى، وتلاحقت الخيول تسيح
صفحہ 75