ذكر الأسباب التى هيأها الله عزوجل لما أراده من تمليك الطائفة المؤمنة التركية على الملة الاسلامية
لما كانت وفاة الملك الصالح نجم الدين أيوب رحمه الله تعالى فى سنة سبع وأربعين وسماية، والفرنج المخذولون بثقر دمياط نازلون، وأجلس ولده المعظم تورنشاه، فلم يغن غناء ولم يين فى تدبير الملك بناه ، فطوته أيدى الزمان، وكان من أمره ما كان، ونهض مماليك والده نهوض الأسود، وبيضوا وجه الأيام السود ، وأزاحوا الافرنج وكسروهم وهزموهم وأسروهم وأخذوا ملكهم المسمى ريدا فرنس أسيرأ، وغادروا عسكزه كسيرا وغنموا الناس من أمواله وأمتعكه كثيرا. ثم أنهم منوا عليه بالاطلاق وفكوه من الوثاق . فقال فى شأنه بعض شعراء زمانه أبياتا منها هذه :
قل للفرتسيس اذا جتته
مقال ذى صدق صريح نصيح أتيت مصرا تبتغى ملكها
تحب أن الزمر ياطيل ريع فساقك الحين الى أدهم
ضاق به عن ناظريك الفسيح وكل أصحابك أوردهم
بحسن تدبيرك بطن الضريح حمسون الفا لا يرى مهم
إلا قتيلا أو اسيرا جريح
صفحہ 25