صيانتهم فى الأنفس والأموال ، وفاء ألهم بصلحه المقرر معهم أولا وللوقت سألوا الأمان، فأجابهم ونزلوا جميعا وحلوا آلاتهم وتوجهوا إلى عكا ال بنهم وبناهم لم مسسهم سوء ولا ضاع لهم شىء . وأمر السلطان بهدم المدينة فهدمت . ولما فرغ من هدمها: رحل عها إلى الشقيف، وكان قد جهز لمضايقها عسكرا صحبة الأمير سيف الدين بجكا العزيزى . والحصمن المذكور له قلعتان، فلما تازلهم العسكر عحزوا عن حفظهما، فأحرقوا إحداهما، واجتمعوا فى الأخرى. فنصبت عايها المنجنيقات، وأحاط بها العساكر من يع الجهات ، وظهر لأهلها عجزهم عن المنعة، فسألوا الأمان، وأعطوا العنان، فأمتهم السلطان، وتسلم القلعة منهم ، وجهزهم الى صور. ورحل عن الشقيف، وبث العساكر ليغيروا على طرابلس، فإن الابرنس صاحبها كان قد تعرض إلى نحو جهة حمص، وسار إلى مخاضية بلاله طالبا غمرة يغتنمها: فشعر النائب الذى كان بحمص بأمره : فأدرك المخاضة من قبله : فرجع البرنس آيسا، وكان ذلك فى السنة الخالية، فأراد السلطان أن يجازيه على تعديه ، ويريه ما يرهبه من بأس عسا كره الى ترديه. فغاروا على بلاده: وخربواما (مروا به من ضياع سواده، وأضرموا النارين فى بلاده وفؤاده. فلما سمع صاتب صافيتا وانطر طوس ما نال طر ابلس من العكوس، سارعوا إلى الخدرة، وبادروا بارسال التقدمة، وتلقوا العساكر بالإقامة ، وأحضروا من كان عندهم من آسراء المسلمين ، فكانت عدتهم ثلائمثة أسير . ورحل السلطان إلى حمص ومنها إلى حماة قاصدا أنطاكية، إذ كانت مدينهم العظمى، ال و محلهم الأسمى . ولما بلغ حماة، فرق العساكر ثلاث فرقات لتكون إحاطتهم بالمدينة من كل الجهات، ففرقة صيرها معه، وفرقة مع المخلوم، وفرقة مع الأمير عزر الدين يوغان الركنى. فلما سرنا صابحنا القصير صباحا ، فناوشنا أهله القتال إرهابا لهم . ووصلنا إلى أنطاكية، وترادفت العساكر أطلابا وأبطالا، وتواترت خيلا ورجالا، وذلك فى أول يوم فى شهر رمضان المعظم من السنة المذكورة . وخرج من المدينة جماعة من الخيالة فيهم كندس
صفحہ 62