290

تبیان

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي

اصناف

تفسیر

تفسير التبيان ج1

اهل ايلة: قرية على شاطئ البحر. وروي ذلك عن ابي جعفر " ع ".

وقوله: " نكالا " قال ابن عباس: عقوبة. وقال غيره: ينكل بها من يراها.

وقيل: انها شهرة، لان النكال: الاشتهار بالفضيحة، ذكر ذلك الجبائي. وليس بمعروف.

والنكال الارهاب للغير واصله المنع، لانه مأخوذ من النكل وهو القيد، وهو ايضا اللجام وكلاهما مانع.

وقوله: " لما بين يديها وما خلفها ".

روي عن عكرمة عن ابن عباس: انه اراد ما بين يديها وما خلفها من القرى.

وروي عن الضحاك عن ابن عباس انه: اراد ما بين يديها يعني: من بعدهم من الامم.

وما خلفها الذين كانوا معهم باقين.

وقال السدي (ما بين يديها): من ذنوبها (وما خلفها) يعني: عبرة لمن يأتي بعدهم من الامم.

وقال قتادة (لما بين يديها) ذنوبها (وما خلفها): عبرة لمن يأتي خلفهم: بعدهم من الامم وقال قتادة لما بين يديها ذنوب القوم وما خلفها الحيتان التي اصابوها وقال مجاهد: ما بين يديها ما مضى من خطاياهم.

وما خلفها من خطاياهم: التي اهلكوا بها (وموعظة للمتقين). خص المتقين بها - وان كانت موعظة لغيرهم -، لانتفاع المتقين بها دون الكافرين. كما قلناه في غيره. كقوله: " هدى للمتقين ".

واصل النكال العقوبة تقول: نكل فلان ينكل تنكلا ونكالا قال عدي بن زيد:

لا يسخط المليك ما يصنع العب_

- د ولا في نكاله تنكير(1)

واقوى التأويلات ما رواه الضحاك عن ابن عباس: من انها كناية عن العقوبة والمسخة التي مسخها القوم، لان في ذلك اشارة إلى العقوبة التي حلت بالقوم - وان كانت باقي الاقوال ايضا جائزة.

---

(1) يقول: لا يغضب الملك ما يسع عبده من العفو والصفح، وان عاقب فما في عقوبته ما يستنكر..

صفحہ 289