في عام 1890 كتب التربوي وعالم اللغة سايمون إس لوري التقييم التالي السلبي للغاية للأطفال الثنائيي اللغة:
إذا استطاع طفل أو ولد الحياة بلغتين في وقت واحد على نحو متساو، فإن هذا لسوء حظه؛ فإن نموه الفكري والروحي لن يتضاعف نتيجة لذلك، وإنما سيستنزف نصفه، وسيصعب تحقيق وحدة الفكر والشخصية في مثل هذه الظروف.
1
وبعد نحو ثلاثين عاما، أضاف عالم اللغة الكبير أوتو يسبرسن:
إن الجهد العقلي المطلوب لإتقان لغتين بدلا من لغة واحدة يقلل بالتأكيد من قدرة الطفل على تعلم أشياء أخرى كان من الممكن له ويفترض به تعلمها.
2
خلال النصف الأول من القرن العشرين بدا أن كثيرا من الدراسات يؤكد هذه التقييمات القاتمة؛ فتوصلت إحدى هذه الدراسات إلى أن الأطفال الثنائيي اللغة في اللغتين الويلزية والإنجليزية كانت معدلات ذكائهم أقل من معدلات الأطفال الأحاديي اللغة، وأن هذا الفرق كان يزيد مع مرور كل عام من سن السابعة وحتى سن الحادية عشرة. واكتشفت دراسة أخرى أن الأطفال الذين يتحدثون هاتين اللغتين نفسيهما (الويلزية والإنجليزية)، تفوق عليهم الأطفال الأحاديو اللغة في اللغة الإنجليزية في كل من اختبارات الذكاء الشفوية وغير الشفوية. وأوضحت دراسة ثالثة أن الأطفال الأحاديي اللغة الذين يتحدثون الإنجليزية فقط، تفوقوا على الأطفال الثنائيي اللغة في الإيطالية والإنجليزية الأمريكية في قياسات العمر العقلي.
3
إجمالا، توصلت معظم الأبحاث التي أجريت في ذلك الوقت إلى أن الثنائية اللغوية لها تأثير سلبي على نمو الطفل اللغوي والمعرفي والتعليمي، ولم تظهر إلا أبحاث قليلة عدم وجود أي تأثير أو وجود تأثير إيجابي لها.
لا عجب إذا أن يتردد الآباء في تربية أطفالهم ليصبحوا ثنائيي اللغة، أو أن يقرروا ببساطة عدم فعل هذا. حكى أينار هوجن - الخبير الشهير في مجال الثنائية اللغوية، الذي نشأ هو نفسه ثنائي اللغة في النرويجية والإنجليزية - عن إصرار والديه على تنشئته ثنائي اللغة، على الرغم من مثل هذه الآراء السلبية، قائلا:
نامعلوم صفحہ