وَقَالَ آخر فِي تَفْضِيل الْأَخير على الأول
(كَذَاك رَسُول الله آخر مُرْسل ... وَمَا مثله فِيمَا تقدم مُرْسل)
وَقَالَ الطائى فِي الِاعْتِذَار من أختيار غير الْخِيَار واصطناع من لَا يصلح للصنيعة
(هَذَا رَسُول الله صفوة ربه ... من بَين باد فِي الْأَنَام وقار)
(قد خص من أهل النِّفَاق عِصَابَة ... وهم أَشد أَذَى من الْكفَّار)
(وَاخْتَارَ من سعد لعين بنى أَبى ... سرح لوحى الله غير خِيَار)
(حَتَّى استضاء بشعلة السُّور الَّتِى ... رفعت لَهُ سجفا عَن الْأَسْرَار)
٤ - (كتاب الله) قَالَ ابْن الرومى متمثلا بِهِ
(وكأنما يمناى حِين تناولت ... يمناك إِذْ صافحتنى بِكِتَاب)
(أخذت كتاب الله وَهُوَ مُبشر ... بكرامة الرضْوَان يَوْم حِسَاب)
٥ - (خَلِيل الله) اتخذ الله إِبْرَاهِيم خَلِيلًا وَاتخذ مُحَمَّدًا حبيبا والحبيب أخص من الْخَلِيل فِي الشَّائِع المستفيض من الْعَادَات أَلا ترَاهُ تَعَالَى قَالَ لَهُ ﷺ ﴿مَا وَدعك رَبك وَمَا قلى﴾ بِمَعْنى أحبك وَمُقْتَضى هَذِه اللَّفْظَة أَنه اتَّخذهُ حبيبا وَمِمَّا يُؤَيّد ذَلِك ويؤكده أَنه تَعَالَى لَا يحب أحدا مَا لم يُؤمن بِمُحَمد ويتبعه أَلا تسمعه يَقُول ﴿قل إِن كُنْتُم تحبون الله فَاتبعُوني يحببكم الله﴾
وَمِمَّنْ ملح فِي التَّمْثِيل بخليل الله الأصمعى حِين استقرضه صديق لَهُ من
1 / 19