ثمار القلوب في المضاف والمنسوب
ثمار القلوب في المضاف والمنسوب
ناشر
دار المعارف
پبلشر کا مقام
القاهرة
ذهب فنفخهما فطَارَا فَوَقع أَحدهمَا بِالْيَمَامَةِ وَالْآخر بِالْيمن فأولهما لمُسَيْلمَة صَاحب الْيَمَامَة وَالْأسود العنسى صَاحب الْيمن
وَكَانَ رجال بن عنفوة صَاحب مُسَيْلمَة قدم الْمَدِينَة مرَارًا وَقَرَأَ الْقُرْآن وَأظْهر الْإِيمَان واسر الْكفْر ويروى أَن النبى ﷺ بَيْنَمَا هُوَ جَالس فِي أَصْحَابه إِذْ سمع وطئا من خَلفه فَقَالَ هَذَا وَطْء رجل من أهل النَّار فَإِذا هُوَ رجال بن عنفوة فَلَمَّا قدم وَفد حنيفَة على النبى ﷺ وَفِيهِمْ مُسَيْلمَة إِلَّا أَنه لم يلقه وأظهروا الْإِسْلَام وَأَرَادُوا الإنصراف أَمر لَهُم ﷺ بجوائز كعادته فِي الْوُفُود وَقَالَ هَل بقى مِنْكُم أحد قَالُوا لَا إِلَّا رجل منا يحفظ رحالنا يعنون مُسَيْلمَة فَقَالَ ﷺ لَيْسَ بشركم مَكَانا فَلَمَّا رَجَعَ الْوَفْد إِلَى مُسَيْلمَة وَقد بلغه كَلَام النبى ﷺ قَالَ لَهُم قد سَمِعْتُمْ قَول مُحَمَّد فِي (لَيْسَ بشركم مَكَانا) \ ح \ وَقد أشركنى فى الْأَمر فَسَكَتُوا وَلم يحيروا جَوَابا فَقَالَ رجال بن عنفوة يَا قوم نبى مِنْكُم خير لكم من نبى من غَيْركُمْ وَأَنا أشهد أَن مُحَمَّد أشركه فى الْأَمر بعده فَعَلَيْكُم بِهِ وَلما انصرفوا إِلَى الْيَمَامَة أعلن مُسَيْلمَة النُّبُوَّة وَادّعى الشّركَة وَفتن أهل الْيَمَامَة وانقسموا بَين مُصدق ومكذب وراض وساخط وَكتب مُسَيْلمَة إِلَى النبى ﷺ كتابا قَالَ فِيهِ إِلَى النبى مُحَمَّد رَسُول الله من مُسَيْلمَة رَسُول الله أما بعد فإنى قد أشركت فى الْأَمر مَعَك وَإِن لنا نصف الأَرْض ولقريش نصفهَا وَلَكِن قُريْشًا قوم يعتدون وَلَا يعدلُونَ وَختم الْكتاب وأنفذه مَعَ رسولين فَلَمَّا قرئَ الْكتاب على النبى ﷺ قَالَ لَهما مَا تقولان قَالَا نقُول مَا قَالَ أَبُو ثُمَامَة فَقَالَ أما وَالله لَوْلَا أَن الرُّسُل لَا يقتلُون لقتلتكما وأملى فى الْجَواب (من مُحَمَّد رَسُول الله إِلَى مُسَيْلمَة الْكذَّاب سَلام على من أتبع الْهدى أما بعد فَإِن الأَرْض لله يُورثهَا من يَشَاء من عباده وَالْعَاقبَة لِلْمُتقين)
1 / 148