The World Conference on Islamic Propagation and Preparation of Preachers

- d. Unknown
86

The World Conference on Islamic Propagation and Preparation of Preachers

المؤتمر العالمي لتوجيه الدعوة وإعداد الدعاة

ناشر

الجامعة الإسلامية

ایڈیشن نمبر

السنة التاسعة-العدد الرابع

اشاعت کا سال

ربيع أول ١٣٩٧هـ/ ١٩٧٧م

پبلشر کا مقام

المدينة المنورة

اصناف

والقتال، واختار عليًا ومعاذًا للحكم والقضاء، وهكذا سائر الصحابة الذين وكل إليهم بأعمال متعددة. وما تم ذلك إلا وفق استعداد كل منهم ليقوم بما يعهد إليه من مهام، ومن الممكن أيضًا عقد لقاءات شخصية للطلاب لاختبار قدرتهم واستعدادهم لهذا النوع من الدراسة لأن الاستعداد الشخصي أساس للتفوق العلمي، ولقد كان السلف رضوان الله عليهم يختبرون من يعلمون حتى لا يضعوا البذرة في أرض سبخة، ومن ذلك ما حدث من الخليل بن أحمد عالم العربية حينما أتاه النظام بولده إبراهيم وقال له: علم لي ولدي هذا، فإنه اختبره أولًا، وقال له صف هذا الكأس وأشار إلى كأس في يده فقال الغلام: بمدح أم بذم؟ قال: بمدح. فقال الغلام: تريك القذى، ولا تقبل الأذى، ولا تستر ما وراء. قال: فذمها. فقال الغلام: يسرع إليها الكسر، ولا تقبل الجبر. ومن ذلك أيضًا أن الحافظ العراقي لما ذهب إلى شيخ ابن البابا ليتلقى عنه الحديث اختبره أولا حيث قال له: من ابن البيع؟ قال الحافظ: الحاكم أبو عبد الله النيسابوري. فقال له: من أبو محمد الهلالي؟ قال: سفيان بن عيينة. قال له: هلم يا بني. وعرف مكانته من الوعي والإدراك، واستعداده للتعلم وعلمه. إن مثل هذا الاختبار يتم اليوم في عدد من الدراسات المتخصصة التي تبدأ من وقت مبكر كدور المعلمين والمعلمات، ومعاهد الخدمة الاجتماعية، والمدارس العسكرية المشروعة، وذلك كله لينجح الطالب بعد تخرجه فيما يوكل إليه من أعمال. وقد أدرك قدر هذا الاختبار المبكر مع الاختيار أصحاب المذاهب الوضعية ورجال الكنائس العالمية فعملوا به وأخذوا يعدون لباطلهم دعاة فيهم الذكاء والنشاط والإخلاص، وغير ذلك من الصفات التي تنتشر بها الأفكار والعقائد. وإعداد الدعاة إلى الإسلام يجب أن يندرج في هذا الخط الطبيعي، حيث يختارون في سن مبكرة، وتختبر مستوياتهم الذهنية وقدراتهم الشخصية ليسهل إعدادهم، ويكونوا بعد تخرجهم على مستوى أهمية الدعوة، وأهميه العمل لها.

1 / 94