The Lesser Art of Virtue and The Greater Art of Virtue

ابن المقفع d. 139 AH
93

The Lesser Art of Virtue and The Greater Art of Virtue

الأدب الصغير والأدب الكبير

ناشر

دار صادر

پبلشر کا مقام

بيروت

اصناف

عدوك؛ لشر يكفه عنك، أو لعورة١ يسترها منك، أو غائبة يطلع عليها لك، فأما صديقك فما أغناك أن يحضره ذو ثقتك. وإن كان رجلًا من غير خاصة إخوانك، فبأي حق تقطعه عن الناس، وتكلفه ألا يصاحب، ولا يجالس إلا من تهوى؟. تحفظ في مجلسك، وكلامك من التطاول على الأصحاب، وطب نفسًا عن كثير مما يعرض لك فيه صواب القول والرأي، مداراة؛ لئلا يظن أصحابك أن دأبك٣ التطاول عليهم. إذا أقبل إليك مقبل بوده فسرك ألا يدبر عنك، فلا تنعم الإقبال عليه ٣، والتفتح له، فإن الإنسان طبع على ضرائب٤ لؤم، فمن شأنه أن يرحل عمن لصق به، ويلصق بمن رحل عنه، إلا من حفظ بالأدب نفسه، وكابر طبعه. فتحفظ من هذا فيك، وفي غيرك. ادعاء العلم فضيحة: لا تكثرن ادعاء العلم في كل ما يعرض بينك وبين أصحابك؛ فإنك من ذلك بين فضيحتين. إما أن ينازعوك فما ادعيت، فيهجم منك على الجهالة

١ العورة: كل أمر يستحيا منه. ٢ الدأب: العادة، والشأن. ٣ تنعم الإقبال عليه: تبالغ فيه. ٤ ضرائب: طبائع.

1 / 101