The Impact of the Heart's Work on the Worship of Fasting

Ibrahim ibn Hasan al-Hadritti d. Unknown
84

The Impact of the Heart's Work on the Worship of Fasting

اثر عمل القلب على عبادة الصوم

اصناف

وقال بعض السلف: الغيبة تخرق الصيام، والاستغفار يرقعه، فمن استطاع منكم أن لا يأتي بصوم مخرق فليفعل. وقال ابن المنكدر: الصائم إذا اغتاب خرق، وإذا استغفر رقع. وخرج الطبراني بإسناد فيه نظر عن أبي هريرة مرفوعًا: «الصيام جنة ما لم يخرقها، قيل: بم يخرقه؟ قال: بكذب أو غيبة» (^١). فالجنة: هي ما يستجن به العبد، كالمجن الذي يقيه عند القتال من الضرب، فكذلك الصيام يقي صاحبه من المعاصي في الدنيا، كما قال ﷿: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ البقرة: ١٨٣، فإذا كان له جنة من المعاصي، كان له في الآخرة جنة من النار، وإن لم يكن له جنة في الدنيا من المعاصي، لم يكن له جنة في الآخرة من النار" (^٢). ومن شدة خطر الغيبة أن الله حذر منها في كتابه وشبهها بصورة تنفر منها النفوس، فقال تعالى: ﴿وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ الحجرات: ١٢ وحسبك دلالة على خطر الغيبة ما ورد من الأحاديث الآتية: وعَنْ عَائِشَةَ ﵂ قَالَتْ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ ﷺ: حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا، -قَالَ غَيْرُ مُسَدَّدٍ: تَعْنِي قَصِيرَةً-، فَقَالَ: «لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ» الحديث (^٣).

(^١) الحديث ضعيف جدًا. ينظر: ضعيف الترغيب والترهيب (١/ ٣٣٠) ح (٦٥٨). (^٢) جامع العلوم والحكم (٢/ ١٣٨ - ١٣٩). (^٣) أخرجه أبو داود واللفظ له (٤/ ٢٦٩) ح (٤٨٧٥)، والترمذي (٤/ ٦٦٠) ح (٢٥٠٢) ح (٢٥٠٣) وقال: "حسن صحيح"، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (٣/ ٧٧) ح (٢٨٣٤)، وصحح إسناده شعيب الأرناؤوط في تحقيقه لسنن أبي داود (٧/ ٢٣٧) ح (٤٨٧٥).

1 / 84