The Constitution of Ethics in the Quran
دستور الأخلاق في القرآن
ناشر
مؤسسة الرسالة
ایڈیشن نمبر
العاشرة ١٤١٨ هـ
اشاعت کا سال
١٩٩٨ م
اصناف
ويلتزم بإجابته بطريقة معينة، فذلك هو ما قاله لنا الرسول ﷺ مستوحيًا القرآن١، في كلمات معروفة، منها: "الحلال بيّن، والحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه" ٢.
"دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة" ٣. وحين يسأل النبي عن معنى الخير والشر يجيب: "استفت قلبك، واستفت نفسك، البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك" ٤.
ولكن، قد يثور اعتراض، إذا ما نظم الشرع -فيما عدا هذه الحالات المشتبهة النادرة نسبيًّا- كل شيء، وهو اعتراض يقول بأن الضمير الفردي لا يقوم بأي دور في تقرير الواجب.
ونجيب على هذا: بأن الاعتراض سوف يكون محقًّا، إذا كانت القاعدة قادرة دائمًا على تعيين جميع الأفراد الذين تحكمهم -أولًا-، وعلى التنبؤ بعد ذلك لكل فرد بجميع الحالات التي يتعين عليه حلها، ثم تقدم له أخيرًا في كل حالة، صورة محسوسة لحكمها الإجماعي، متفقًا مع القواعد الأخرى.
وبعبارة أخرى، سوف يكون الاعتراض محقًّا لو لم توجد سوى طريقة واحدة لإدراك القاعدة، وطريقة واحدة لتطبيقها، والتوفيق بينها وبين القواعد الأخرى. ولكن الواقع لا يتفق مطلقًا مع هذه النظرة من نواحيها الثلاثة.
١ في قوله تعالى: ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾، الإسراء: ٣٦. ٢ البخاري، كتاب الإيمان، باب ٣٩. ٣ البخاري، كتاب البيوع، باب ٣. ٤ انظر: مسند أحمد من طريق وابصة، وكذلك صحيح مسلم، كتاب البر، باب ٥.
1 / 129