وللمفسرين أقوال: قيل: هو الخاشع المتضرع.
وقيل: التائب.
وقيل: الفقيه.
وقيل: كثير الذكر لله، وقيل: معلم الخير.
وقد يستدل بها على أن من تأوه في الصلاة لم تبطل ، وهذا محكي عن أبي يوسف، وأبي جعفر :أنه إذا قال آه لم تبطل صلاته؛ لأن الله تعالى مدح إبراهيم -عليه السلام- بذلك.
ومذهب الأكثر بطلانها سواء قال آه أو أوه ؛ لأن ذلك من كلام الناس، ولم يذكر الله أن تأوه إبراهيم -عليه السلام- كان في الصلاة، فوصف الله إبراهيم بالحلم لأن الحليم من يصفح عن الذنب.
ويروى أن أباه لما قال: لأهجرنك، قال: سلام عليك ، وأراد بالسلام سلام توديع ومباركة كقوله تعالى: {لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين}.
وقوله تعالى: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما}.
وروي أن رجلا آذاه وشتمه فقال: هداك الله.
قوله تعالى:
{لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة}.
النزول: نزلت في غزوة تبوك وما لحق المسلمين فيها من العسر، وذلك في الظهر حتى كان العشرة يتعاقبون على بعير واحد، وفي الزاد تزودوا التمر المدود والشعير المسوس، وبلغت بهم الشدة إلا أن اقتسم التمرة اثنان، وربما مصها الجماعة ليشربوا عليها الماء ، وفي عسرة من الماء حتى نحروا الإبل، واعتصروا فرثها، وفي شدة من الزمان وذلك لحرارة القيظ والجدب والقحط.
وثمرة هذه الآية الكريمة:
بيان فضل المهاجرين والأنصار.
صفحہ 46