الأدب في نقيب الأشراف بالمدائن رثاء خلب قلبي وهو يقول:
قد قلت للرجل المولى غسله ... هلا أطاع وكنت من نصائحه
جنبه ماءك ثم غسله بما ... أذرت عيون المجد عند بكائه
وأزل أفاويه الحنوط ونحها ... عنه وحنطه بطيب ثنائه
ومر الملائكة الكرام بنقله ... شرفا ألست تراهم بإزائه
لا توه أعناق الرجال بحمله ... يكفي الذي حملوه من نعمائه
قال الشيخ شهاب الدين فوقع في نفسي أنه أحق الناس بهذا الرثاء وأنه نعى نفسه فمات في ذلك الأسبوع برد الله مضجعه.
نكتة لطيفة قيل إنه لما رجع الشيخ شهاب الدين السهروردي رحمه الله من الشام إلى بغداد وجلس على عادته أخذ يقلل أحوال الناس ويهضم جانب الرجال ويقول إنه ما بقي من يجاري وقد خلت الدنيا وأنشد:
ما في الصحاب أخو وجد نطارحه ... حديث نجد ولا خل نجاريه
فصاح من أطراف المجلس رجل عليه قباء وكلوتة فقال يا شيخ كم تنتقص بالقوم والله إن فيهم من لم يرض أن يجاريك وقصاراك أن تفهم ما يقول هلا قلت:
ما في الصحاب وقد سارت حمولهم ... إلا محب له في الركب محبوب
صفحہ 54