والوقائع والملوك والأنبياء ﵈ ودياناتهم وَالْعُلَمَاء وأقوالهم والفلاسفة وحكمهم لَا شكّ عِنْد أحد يُوفي عقله فِي شَيْء مِمَّا نقل من ذَلِك كَمَا ذكرنَا وَبِاللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيق
وَله فِي هَذَا الْكتاب مقَالَة تناسب مَا نَحن فِيهِ وَقد أحببنا إيرادها هُنَا بطرِيق الِاخْتِصَار قَالَ وَنحن نذْكر صفة وُجُوه النَّقْل عِنْد الْمُسلمين لكتابهم وَدينهمْ وَمَا رُوِيَ عَن أئمتهم حَتَّى يقف الْمُسلمين لكل مَا ذكرنَا يَنْقَسِم أقساما سِتَّة
أَولهَا شَيْء يَنْقُلهُ أهل الْمشرق وَالْمغْرب عِنْد أمثالهم جيلا جيلا لَا يخْتَلف فِيهِ مُؤمن وَلَا كَافِر منصف غير معاند للمشاهدة وَهُوَ الْقُرْآن الْمَكْتُوب فِي الْمَصَاحِف فِي شَرق الأَرْض وغربها لَا يَشكونَ وَلَا يَخْتَلِفُونَ فِي ان مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمطلب أَتَى بِهِ وَأخْبر أَن الله ﷿ أوحى بِهِ إِلَيْهِ وَأَن من اتبعهُ أَخذه عَنهُ كَذَلِك ثمَّ أَخذ عَن اولئك حَتَّى بلغ إِلَيْنَا
وَمن ذَلِك الصَّلَوَات الْخمس فَإِنَّهُ لَا يخْتَلف مُؤمن وَلَا كَافِر وَلَا يشك أحد أَن أهل السَّنَد يصلونها كَمَا يُصليهَا أهل الأندلس وَأَن أهل أرمينية يصلونها كَمَا يُصليهَا أهل الْيمن
وكصيام شهر رَمَضَان فَإِنَّهُ لَا يخْتَلف مُؤمن وَلَا كَافِر وَلَا يشك أحد فِي أَنه صَامَهُ رَسُول الله ﷺ وصامه مَعَه كل من اتبعهُ فِي كل لد كل عَام ثمَّ كَذَلِك جيلا جيلا إِلَى يَوْمنَا هَذَا
وكالحج فَإِنَّهُ لَا يخْتَلف مُؤمن وَلَا كَافِر وَلَا يشك أحد فِي انه ﵊ حج مَعَ أَصْحَابه وَأقَام الْمَنَاسِك ثمَّ حج الْمُسلمُونَ من كل أفق من الْآفَاق