أجل ذلك ويصير إلى الكفر إذا ورد عليه منه ما لا يحتمله ولم يكن أدخل فيه من قبله ما يلتبس من أجله أن ذلك لا يفسد العلم ولا يغيره فإن أدخل فيه من قبله ما يلبسه على من يسمعه لم يجز استعماله إلا أن يزيل عنه ذلك أهل العلم القوامون عليه أو أن يوردوا عليه من البيان ما يزيل الشك والإلباس منه كما تطهر البئر إذا نزح من مائها حتى يزول عنه ما ظهر فيه من النجاسة أو يصير إلى الغدير من الماء الطاهر ما يستهلك ما كان فيه من الماء المستحيل فهذا تأويل ما جاء فى حكم الماء فى كتاب الدعائم فى هذا الحد الذي فاتحكم ولى الله به، ويتلوه ذكر الاغتسال وقد تقدم القول بتأويله عند ذكر الوضوء ، نفعكم الله معشر المؤمنين بما تسمعون وجعلكم لأنعمه من الشاكرين وصلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم نبيه خاتم النبيين وعلى الأئمة من ذريته الطاهرين وسلم تسليما وحسبنا الله ونعم الوكيل.
تم الجزء الأول من كتاب تربية المؤمنين يتلوه الجزء الثانى من كتاب تربية المؤمن بالتوقيف على علم الدين.
[الجزء الثانى]
المجلس الأول من الجزء الثانى: [فى ذكر طهارات الأبدان]
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله كما أخبر فى كتابه وأوجب حمده على العباد فيما أوجب به من إيجابه وصلى الله على أفضل البرية محمد نبيه والعترة من أهل بيته المرضية. قد سمعتم معشر الأولياء تأويل ما فى كتاب الدعائم من أوله إلى ما يتلوه.
ذكر طهارات الأبدان والثياب والأرضين والبسط: قال الله تعالى:@QUR02 «وثيابك فطهر» وجاء فى هذا الباب من كتاب الدعائم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الأئمة من ذريته صلى الله عليهم وسلم الأمر بغسل ما أصاب الجسد والثوب الذي يصلى فيه أو عليه وأنه لا تجوز الصلاة على بساط أصابته نجاسة حتى تغسل عنه ولا على أرض أصابها ذلك حتى تزول عنها فمثل الثياب وظاهر الأبدان مثل الظاهر من العلم والعمل إن تداخل شيء من ذلك أو أصابه ما ينجسه من القول السيئ أو الفعل الردى لم يكن لمن أراد الدخول فى الدعوة أو كان قد دخلها وهو يريد التمادى فيها أن يدخلها ولا أن يتمادى فيها حتى يطهر ذلك بالعلم كما يجب تطهير ذلك فى الظاهر بالماء الذي مثله مثل العلم وكما لا يجوز
صفحہ 109