وهو وجه الله الذي يؤتى من قبله وفيه أمثال النطقاء السبعة وهى العينان والأذنان والمنخران والفم وفيه الحواس الخمس وذلك السمع والبصر والشم والطعم واللمس لأن اللمس قد يكون باليد وبكل الجسد فيحس به كما يحس باليد وكذلك الناطق قد جمع الله فيه جميع آلات منافع الدين للعباد فالوجه مثل غسله فى الباطن مثل الإقرار بإمام الزمان وبالسبعة النطقاء والسبعة الأئمة الذين يتعاقبون الإمامة بين كل ناطقين وقد تقدم ذكر مراتبهم وصفاتهم وأحوالهم وطاعتهم فغسل الوجه يجمع ذلك كله ويقع عليه وابتدئ به لما جمع من ذلك من الأمثال التى غسلها مثل الإقرار بها وكان غسله باليدين جميعا مثل الإقرار بظاهر الرسل والأئمة وباطنهم.
وأما ما جاء فى الدعائم من إسباغ غسله وتخليل اللحية وإدخال الأصابع فيها ليصل الماء إلى البشرة وأنه وإن أمر الماء عليها ووصل إلى البشرة أجزأه ولا يخللها فذلك مثله فى الباطن المبالغة فى الإقرار والتصديق بأنبياء الله وأئمة دينه وعمومهم بذلك أجمعين والإيمان بأولهم وآخرهم وبجميعهم وألا يفرق بين أحد منهم كما أمر تعالى بذلك فى كتابه ووصف به المؤمنين المخلصين من عباده بقوله:@QUR020 «آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله» .
وأما ما جاء فى الدعائم من الأمر بغسل اليدين إلى المرفقين فباطن ذلك أن اليدين مثلهما مثل الإمام والحجة كما تقدم القول بذلك ويجرى مثلهما كذلك فيمن دونهما من الحدود المزدوجة كما ذكرنا فغسلهما كذلك الإقرار بهما وغسلهما إلى المرفقين وهما منتهى حديهما إقرار كذلك ومعرفة بحدودهما من أولهما إلى آخرهما وغسل كل واحدة منهما بالأخرى مثله مثل إقامة باطن الحجة على ظاهر الإمام وإقامة ظاهر الإمام على باطن الحجة واعتقاد إيجاب الظاهر والباطن والإيمان بهما ولأن كل شيء يشك أو يختلف فيه من أمر الباطن إذا رد إلى الأصل فى الظاهر يتبين الوجه والواجب فيه وكذلك يختبر الظاهر أيضا بالباطن لأنهما لا يكونان إلا على اتفاق وموازنة وما كان فى الظاهر قبيحا أو حسنا أو حلالا أو حراما أو طيبا أو خبيثا كان كذلك فى الباطن فبعضهما يشهد لبعض ويظهر حكمه ويبين عنه كذلك غسل اليدين بعضهما ببعض مثل ذلك مثل تصديق الظاهر
صفحہ 96