من ذلك أجمعين وفتح لكم فى حفظ علم الدين ما يبلغكم حد اليقين وبعد ما سمعتموه من ذكر الاستنجاء فى الدعائم ما أمروا به من الاستنجاء باليد اليسرى وصب الماء عليها باليد اليمنى وباطن ذلك أن مثل اليد اليمنى هاهنا مثل الإمام ومثل اليسرى مثل الحجة والعلم الذي مثله مثل الماء إنما يصل إلى الحجة من قبل الإمام كما يكون كذلك فى الظاهر إنما يصل الماء إلى اليد اليسرى عن اليد اليمنى، ومثل الاستنجاء كما تقدم القول مثل الطهارة بالعهد فى الدعوة من إحداث المعاصى والدعوة والعهد إنما يكون للحجة إذا أقامه الإمام وتهيأ له وجوده كما يكون كذلك فى الظاهر الاستنجاء باليد اليسرى وحدها، ثم غسل الوجه واليدين إلى المرفقين ومسح الرأس باليدين جميعا وغسل الرجلين باليد اليسرى ومسحهما باليدين جميعا وذلك مثله مثل طهارة أمثال هذه الأعضاء بظاهر علم الإمام وباطن علم الحجة وسيأتى بيان ذلك فى موضعه إن شاء الله فإن لم يستطع المتوضئ الاستنجاء بيساره لعلة تمنعه من ذلك استنجى بيمينه ومثل ذلك الإمام لا يقيم حجته لعلة منعته من ذلك فيلى بنفسه إقامة الدعوة وأخذ العهد وإطلاق الدعاة إلى أن يقتم حجته وهو الذي يصير إليه أمره من بعده فيفوض أمر الدعوة والدعاة وعلم الباطن إليه وينفرد هو بإقامة ظاهر الدين وأمور الدنيا وما يقيم به أهلها بنفسه وعلى هذا يكون أمر كل نبى إلى أن يقيم أساسا وأمر كل إمام إلى أن يقيم حجة لأن ذلك لا يتهيأ له ولا يجده ولا يمكنه إلا بعد مدة وبعد أن يمتحن من يقيمه لذلك ويرضى محنته ويريه الله فيه من البراهين ما يجب عليه معه تفويض ذلك إليه مع سابق ما عنده من العلم بذلك المتصل به عن آبائه وما يمده الله به من القوة والبصيرة فى ذلك فهذا مثل الاستنجاء باليدين فى الظاهر وأما ما أمروا به من الظاهر وجاء فى الدعائم من غسل اليد التى يستنجى بها المستنجى بعد الاستنجاء حتى يذهب عنه رائحة النجو مثل ذلك فى الباطن ما قدمنا ذكره من أن المستنجى لا يزال يستنجى بلا عدد ولا حد أمدا أبدا ما دام اللطخ بفرجيه حتى ينقى ذلك ومثله مثل المستجيب لا يزال يقبل على العلم ومن يفيده إياه مقبلا به عليه لا يفتر عن إفادته وتربيته ما دام يظهر له منه أو عليه شيء من جميع ما كان عليه من كفر أو شرك أو نفاق أو غفلة أو شك، والشك مثله مثل المذى الذي يكون من تذكر الجماع وشهوته فى الظاهر كذلك هو من غير حقيقة كالشك
صفحہ 92