والاستنشاق، فالأربعة الفرائض مثل على حدود الناطق والثلاثة السنن مثل على حدود الأساس فكان الابتداء كما ذكرنا بحدود الأساس إذ المدخل إلى الناطق من قبله ولو لا ذلك لكان الابتداء بالفرائض أولى، وقول الله تعالى:@QUR08 «يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة» قد جاء فى الدعائم أنه القيام من النوم، وقد ذكرنا فيما تقدم من هذا الحد أن مثل النوم مثل الغافلة، والمستجيب طول ما كان فيه قبل استجابته فى غفلة عن أمر الله وأمر أوليائه بمنزلة النائم فى الظاهر فإذا انتبه بكسر كاسر كسر عليه أو منبه له من قبل نفسه كما قد ينتبه النائم كذلك من ذات نفسه وقد يوقظه من نومه غيره وأراد الصلاة قصد إلى بيت الخلاء، وقد ذكرنا فيما تقدم أن مثله مثل الدعوة التى فيها يتخلى من كل كفر وشرك ونفاق وخطيئة كما يتخلى فى بيت الخلاء من أمثال ذلك من النجاسات والأقذار فيتخلى كذلك من ذلك فى الظاهر من أراد الطهارة فى الظاهر وفى الباطن من أراد الطهارة الباطنة بالتبرى من جميع ذلك ثم يقبل على استماع العلم والحكمة اللذين مثلهما فى الظاهر كما تقدم القول بذلك مثل الماء الذي منه أصل الحياة الظاهرة كما أن من العلم أصل الحياة الباطنة الدائمة للأرواح فيقصد من أراد الوضوء فى الظاهر إلى الإناء الذي فيه الماء الذي يتوضأ ويتطهر به فيجعله عن يمينه ومثل ذلك فى الباطن مثل قصد المستجيب من يفيده ويأخذ عنه فمثل المفيد فى ذلك مثل الإناء ومثل ما حواه من الماء مثل ما حواه المفيد من العلم وتصيير المتوضئ الإناء عن يمينه مثل أخذ المستجيب ذلك من المفيد من قبل ولى زمانه الذي مثله مثل اليمين وكذلك أخذه الماء بيده اليمين فأما غسله كفيه قبل إدخالهما الإناء إن كان بهما نجاسة وإدخالهما من غير غسل إن لم يكن بها نجاسة كما جاء ذلك فى كتاب الدعائم فالكفان هاهنا مثل على حدود الليل والنهار وهم حجج الناطق وأساسه والإمام وحجته لأنه إذا استكمل أمره كان له بكل جزيرة من جزائر الأرض حجة، وجزائر الأرض اثنتا عشرة جزيرة، بكل جزيرة منها داع مستور، مثله مثل ساعة من ساعات الليل، ومأذون له ظاهر يكسر له على أهل الظاهر فمن استجاب له دله عليه ومثله مثل ساعة من ساعات النهار فهم أربعة وعشرون اثنا عشر منهم أمثال ساعات الليل واثنا عشر منهم أمثال ساعات النهار، ويجب على كل مؤمن مستجيب معرفة حقهم وأمثالهم من الأنفس كما قال تعالى:
@QUR011 «سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق» [1]، وأمثال عقد
صفحہ 87