على الخلق وحامل علمه وصاحب دعوته ووارثه وصاحب الزمان من بعده، والسجود حد الإمام وهو طاعته واعتقاد إمامته والإقرار بولايته وأنه السبب بين الله وبين عباده الذين تعبدهم بالأخذ عنه والقبول منه والكون معه وتحليل ما أحله وتحريم ما حرمه عن الله مما انتقل إليه علمه عن الرسول عن الله وذلك مما ذكر الله من أمره الملائكة بالسجود لآدم لما اصطفاه عليهم وعلمه ما جهلوه وأحوجهم فى ذلك إليه وما ذكره عن سجود أبوى يوسف له لما أبانه بالفضيلة وأحله محل الإمامة وذلك أيضا ما أوجبه عليهما من طاعته والتسليم إليه، فهذه حدود الصلاة الظاهرة التى هى القيام والقعود والركوع والسجود وحدود الصلاة الباطنة التى هى الدعوة إلى الله وإلى أوليائه التى مثلها مثل الصلاة وهى باطنها وكذلك مثل حدودها فى الظاهر مثل ما ذكرناه من الحدود الباطنة فى علم التأويل.
ومن ذلك ما ذكرناه فى الدعائم من الأمر بإسباغ الوضوء وإشراب العينين[1] الماء فيه وهو فى الباطن المبالغة فى الطهارة من أنجاس الذنوب بالعلم الذي مثله مثل الماء فى الظاهر وإنعام النظر فيه.
وما جاء فى ذلك من أنه من لم يتم وضوءه وركوعه وسجوده وخشوعه فصلاته خداج، والخداج فى اللغة فساد الشيء وبطلانه يقال خدجت الناقة إذا ألقت ولدها لغير تمام قبل أن يتبين خلقه، كذلك من لم يعتقد ويحافظ على ما ذكرناه من باطن ذلك وظاهره فسدت صلاته فى الظاهر والباطن.
وقول على صلى الله عليه وسلم الطهور نصف الإيمان، فالإيمان على ضربين براءة من الباطل وأهله ودخول فى الحق وأهله، وقد ذكرنا أن مثل الصلاة[2] مثل البراءة من الباطل وأهله والصلاة تدعى إيمانا وقد جاء أن القبلة لما صرفت إلى جهة الكعبة قال المسلمون لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أفيذهب ثواب صلاتنا من قبل؟ فأنزل الله:@QUR05 «وما كان الله ليضيع إيمانكم» [3] يعنى صلاتكم فسمى الصلاة إيمانا وكذلك هى فى الباطن إيمان لأن الدعوة جماع الإيمان.
وأما ما جاء فى الدعائم عن رسول الله من قوله من أحسن الطهور ثم مشى
صفحہ 75