كانت أحواله حسنة أو سيئة وذلك مثل سلامة الأعضاء أو فسادها أو نقصها ثم يأخذ فى معاملته بما يصلح لمثله كمثل ما تصلح به أحوال المولود فى حين ولادته من القيام بأمر ظاهره من دهن ظاهر بدنه وتعديل أعضائه وقطع سرته وشده بالعصائب وأشباه ذلك مما يصنع فى أمره لئلا يضطرب فيفسد خلقه.
وأما مثل قطع سرة المولود من المشيمة التى هى به متصلة وكانت لباسا عليه وطرح تلك المشيمة عنه ودفنها بأنها قد صارت بخروجه منها وقطع سرته عنها بخسة ميتة فمثل المشيمة مثل ظاهر المؤمن المستجيب قبل دخوله الدعوة ولباسه قبل دخوله الدعوة الذي كان يعتقده ولم يأخذه عن إمام أهل الحق ولكن أخذه عن آراء أهل البدع والضلالة، وأما قطع سرته وإبانته منها فقطعه عن ذلك ورفضه إياه كما ترفض المشيمة وتستقذر بعد أن كانت هى ظاهر المولود، كذلك يرفض المؤمن المستجيب ما كان عليه من ظاهر أهل الباطن ويتمسك بظاهر أهل الحق وباطنهم ومثل ما يترك من سرته عند قطعها ويربط ويكوى طرفه إلى أن يجف ويسقط مثل ما يترك المستجيب عليه من توحيد أهل الظاهر الذي هو إلى الشرك أقرب كما قال تعالى:@QUR07 «وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون» [1] فيترك على ذلك فى وقت الأخذ عليه إلا أنه يعرف أنه سيوقف على حقيقة توحيد الله وتنزيهه عن كل مثل وضد لئلا يعتقد ما كان عليه من ذلك من التشبيه والشرك وذلك مثل ربط السرة وحسمها فإذا عرف حقيقة توحيد الله وتبين له ذلك سقط عنه ما كان يعتقده من افتراء المبطلين على الله فى ذلك وهذا مثل سقوط سرة المولود بعد أيام من ولادته ومثل ما يصنع بظاهر بدنه من الإصلاح مثل ما يجب أن يبتدئ به المؤمن المستجيب بعد أخذ العهد عليه من تعليمه علم ظاهر الشريعة الذي تعبد الله تعالى العباد بإقامته وافترض عليهم العمل به وقد بسط لكم ذلك ولى الله فى كتاب دعائم الإسلام وابتدأكم به كما ينبغى فى ذلك ولا يجوز غيره فأنكر ذلك من قد كان سلك أو سلك به غير سبيل المؤمنين وقالوا هذا هو الظاهر الذي كنا نعرفه ولم يعلموا أن من لا ظاهر له فهو بادى العورة مكشوف السوءة خارج من الملة فأعرض عن ذلك من كانت هذه سبيله وأقبل عليه من هدى لرشده وكانوا فى ذلك على درجات
صفحہ 48