ويمتاز الأول١ بالجلوس على طهارة كاملة مع التعطر بالبَخُور٢، والأدب والوقار، وزَبْرِ٣ من يرفع صوته، وأن لا يحدث بحضرة من هو أولى منه، وإمساكه إذا خشي اختلاله بهرم ونحوه.
والثاني٤ بالابتداء بعوالي مصره ثم الرحلة وعدم التساهل، والعمل بما يسمع في الفضائل، وتبجيل الشيخ، والرفق به وتجنب كتم السماع وإقباله على التخريج والتأليف إذا تأهل بشهادة الأئمة العارفين له بذلك.
(ومعرفة غريبه) ٥ أي ما يخفى معناه من متنه، (و) كذا معرفة (لغته) بأخذ ذلك عن أهل الحديث العارفين بالغريب، ولا يعدل إلى اللغوي فقط إلا عند (فقد) ٦ جامعها ومعرفة أسبابه، (وتفسير معانيه واستنباط
_________
١ أي الشيخ المحدث.
٢ في "ب" والمطبوعة "ص ٣٠": "مع التوكل ليجوز".
٣ يقال: "زبر الرجل يزبره زبرًا: انتهره" قاله ابن منظور في لسان العرب "٣/ ١٨٠٥- مادة زبر".
٤ أي الطالب للحديث. وانظر آداب طالب الحديث في فتح المغيث "٣/ ٢٧٣- ٣٣٠" فإنه جمع جمعًا بديعًا وفائقًا.
٥ صنفت في هذا النوع من علوم الحديث مصنفات عدة. قال الحاكم: "فأول من صنف الغريب في الإسلام النضر بن شميل". معرفة علوم الحديث "ص٨٨".
ومن تلك الكتب: غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي، وغريب الحديث للإمام أبي سليمان حمد بن حمد الخطابي البستي، وغريب الحديث للإمام أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي، وغريب الحديث للإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، والنهاية في غريب الحديث للإمام أبي السعادات المبارك بن محمد بن الجزري ابن الأثير.
وهذه كلها مطبوعة، وغيرها كثير ولله الحمد والمنة.
٦ كلمة "فقد" غير موجودة في "ب" والمطبوعة "ص٣١".
1 / 80