تثبيت الامامة
تثبيت الامامة
فبانت الرسل صلوات الله عليهم، من الأوصياء بما جعل الله من هذه الدلائل لهم وفيهم، وبانت الأوصياء من الأئمة، بما خصها الله به من التسمية، وبما كان يعرف لها عند رسلها من المنزلة، وما كانت الرسل تنبئها به من أقوال التفضلة، كنحو ما جاء في علي عليه السلام عن الرسول صلى الله عليه، وما كان في أقواله المشهورة المعلومة فيه، كقوله :(من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه) . وكقوله :(أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) . و(أنت قاضي ديني ومنجز وعدي) . مع ما يكون عند الأوصياء، من علم حوادث الأشياء، وما يلقون بعد الأنبياء، من شدائد كل كيد، ودول كل جبار عنيد، خبرا خاصا من الأنبياء، لمن يخلفهم بعدهم من الأوصياء، كنحو ما ألقى الله تعالى إلى الرسول من شأن علي وإخباره، وتناول المرادي له بما تناوله به من ختله واغتراره، وخبره له عن طلحة والزبير وعائشة ومعاوية، وما كان علي ينادي به في خطبه من دولة بني أمية، وما كان يخبر به من عجيب الأنباء، ويقص على الناس من قصص الأنبياء، وما كان به باينا، ولغيره فيه مباينا، من بأس الإقدام في القتال، ومنازلة مساعير الابطال، التي كان يقل عليها إقدام المقدمين، ويهاب اصطلاء نارها كثير من خيار المسلمين، مع تأول أوليائه فيه لكثير من آي القرآن، مع التي لا يشك من سبقه إلى الله فيها بالإيمان ، والله يقول جل ثناؤه، وتباركت بقدسه أسمآؤه، {والسابقون السابقون أولئك المقربون } [الواقعة: 10-11] . وكفى بهذه الآية لو لم يكن معها غيرها، وبما بين عنه من وحي كتاب الله تنزيلها، على الوصي دليلا، وفي الدلالة عليه تنزيلا !! فكيف بكثير الدلائل عليه ؟! ودواعي شواهد الوصية إليه، من قوله جل ثناؤه :{لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير } [الحديد: 10].
صفحہ 74