لبسا البلى فكأنما وجدا ... بعدَ الأحبةِ مثلَ ما أجدُ
وقال البحتري
أصبا الأصائلِ إنَّ برقةَ ثهمدِ ... تشكو اختلافكِ بالهبوبِ السرمدِ
دمنٌ مواثلُ كالنجومِ فإنْ عفتْ ... فبأيِّ نجمٍ في الصبابةِ نهتدي
وقال الطائي
أأطلالَ ميَّ خبرينا بمنبجٍ ... غناءكِ محظورٌ على الدنفِ الشجي
ومن فعلاتِ الجهلِ توقيفُ ذي حجي ... على عرصاتٍ كالكتابِ المثبجِ
وقال أيضًا
أوما رأيتَ منازلَ ابنةِ مالكٍ ... رسمتْ له كيفَ الزفيرُ رسومها
وكأنما ألقى عصاهُ بها البلى ... من نيةٍ قذفٍ فليسَ يريمها
وقال الكميت
ومشججٍ ترك الولائدُ رأسهُ ... مثلَ السواكِ ورمةً كالمهرقِ
وفيه يقول ابن ناعمةَ المدني
وملقى الهوانِ شجج بالفه ... ر على رأسه دقاقُ الترابِ
وقال المتلمس فيه
ولا يقيمُ على خسفٍ يسامُ به ... إلا الأذلان عيرُ الأهلِ والوتدُ
هذا على الخسف مربوطٌ برمته ... وذا يشجُّ فلا يأوي له أحدُ
وذكره أبو نواس فقال الهزج
ومضروبٌ بلا ذنبٍ ... وما في ضربهِ حوبُ
ولا ضاربهُ معت ... بهُ ما حنتِ النيب
ولا هوْ قائلٌ فيمَ ... ولا لمْ أنا مضروبُ
وبيتٌ ضاقَ عن شسعٍ ... وفيه الخزرُ والنوبُ
يعني بيت الشعر، وقال آخر في محو الديار
بفرعِ اللوى والربعِ قد خفَّ أهلهُ ... وبدلَ أرواحًا جنوبًا وشمألا
ضرائرَ أوطنَّ العراصَ كأنما ... أجلنَ على ما غادرَ الحيُّ منخلا
ونحوه قول عروة بن أذينةَ
ونخلنَها نخلَ الطحين مقيمةً ... كلُّ الرياحِ تعيرها غربالها
باب ٣٤ في
الخمر
ومن التشبيهات الحسان في الخمر قول العكوك وهو علي بن جبلة
وصافيةٍ لها في الكاسِ لينٌ ... ولنْ في النفوسِ لها شماسُ
كأنّ يدَ النديمِ تديرُ منها ... شعاعًا لا تحيطُ عليه كاسُ
وقال ابن المعتز
معتقةٌ صاغ المزاجُ لرأسها ... أكاليلَ درٍ ما لمنظومهِ سلكُ
فقدْ خفيتْ حتى كأنَّ ضياءها ... يقينُ ضميرٍ كاد يدخلهُ الشكُّ
وقال أبو عون الكاتب
واسقنيها سقيتها يابنَ عمرو ... من كميت لماعةٍ كالشعاعِ
بنتِ عشرٍ كخاطرِ الوهمِ أو خا ... طفِ برقٍ أو مثلِ حسِّ السماعِ
وقال ابن أبي كريمة
كأنها عرضٌ في كفِ شاربها ... تخالها فارغًا والكأسُ ملأنُ
وقال البحتري
فاشربْ على زهرِ الرياضِ يشوبهُ ... زهرُ الخدودِ وزهرةُ الصهباء
من قهوةٍ تنسى الهمومَ وتبعثُ الش ... وقَ الذي قد ضلَّ في الأحشاءِ
يخفي الزجاجةَ لونها فكأنها ... في الكأسِ قائمةٌ بغير إناءِ
وقال ابن الرومي في هذا المعنى
ويتيمةٍ من كرمها ونديها ... لم تبقِ منها الشمس غيرَ صميمها
لطفتْ فقد كادتْ تكونُ مشاعةً ... في الجوِّ مثلَ شعاعها ونسيمها
وقال ابن المعتز
وكرخيةُ الأنسابِ أو بابليةٌ ... ثوتْ حقبًا في ظلمةِ الغارِ لا تسري
أرقتْ صفاءَ الماءِ فوقَ صفائها ... فحلتهما سلاَّ من الشمسِ والبدرِ
وقال آخر
ماءُ الكرومِ وماءُ النيلِ في قدحٍ ... والماء ماآنِ في ما شبهَ الماءُ
كأسٌ صفتْ وصفتْ منها زجاجتها ... كأنها لاشتباهِ اللونِ جوفاءُ
وقال ابن أبي أمية
سقياني بسرَّ منْ را إلى الدي ... رِ فأعلى الوادي إلى أحنائهْ
من شرابٍ كأنهُ ليس في الكأ ... سِ إذا ما صببتهُ من صفائه
وقال آخر في رقتها وصفائها
وكأسٍ سباها التجر من أرضِ بابلٍ ... كرقةِ ماء الشوقِ في الأعينِ النجلِ
إذا شجها الساقي حسبتَ حبابها ... عيونَ الدبَى من تحتِ أجنحةِ النملِ
وقال أبو نواس
وليس لللهوِ إلا كل صافيةٍ ... كأنها دمعةٌ في عينِ مهجورِ
وقال آخر المنسرح
وقهوةٍ كالدموعِ صافيةٍ ... من عينِ صبٍّ أذابهُ الحزنُ
وقال عبد الصمد بن المعذل
ونازعني كأسًا كأن رضابها ... دموعي لما صدَّ عن مقلتي غمضِي
وقال ابن الرومي
فاسقنا من شرابك الرائق العذ ... بِ ولا تحمنا سقتك السماءُ
1 / 37