فأنتِ إنْ غنيتِ مثلوجهْ ... وإن تحدثتِ فمفلوجهْ
وإنْ تمشيتِ فدحروجهْ ... ون تحجبتِ ففروجهْ
يا جبهةً جلحاءَ مفتوحةً ... وفقحةً وشحاءَ محلوجهْ
إليكِ يا منْ فمها قربةٌ ... وطيزها المنهوكُ فلوجهْ
باب ٢٤ في
هجاء النساء
ومما يتصل بهجاء القيان ما هجى به النساء ومن جيد ذلك قول دعبل المتقارب
رأيتُ غزالًا وقد أطلعتْ ... فأبدتْ لعينيَّ عن منطقهْ
قصيرةُ الخلقِ دحداحةٌ ... تدحرجُ في المشيِ كالبندقهْ
كأنَّ ذراعًا على كفها ... إذا حسرت ذنبُ الملعقهْ
تخططُ حاجبها بالمدادِ ... وتربطُ في عجزها مرفقهْ
وأنفٌ على وجهها ملصقٌ ... قصيرُ المناخرِ كالفستقهْ
وثديانِ ثديٌ كبلوطةٍ ... وآخر كالقربةِ المدهقهْ
وثغرٌ إذا كشرتْ خلتهُ ... تخاتخَ قائمةٍ مغلقهْ
وقال أعرابي في امرأتهِ
ولا تستطيعُ الكحلَ من ضيقِ عينها ... فإنْ عالجتهُ صارَ فوقَ المحاجرِ
وفي حاجبيها جزةٌ لغرارةٍ ... فإنْ حلقا كانا ثلاث غرائرِ
وثديانِ أما واحدٌ فهو موزةٌ ... وآخرُ فيه قربةٌ للمسافرِ
وقال آخر
الاستُ رسحاءُ مشكولٌ مناكبها ... كأنَّ معلفَ شاةٍ في تراقيها
والثديُ منها على الفخذينِ منسدلُ ... كأنه قربةٌ قد سالَ ما فيهاد
وقال دعبل المنسرح
كأنما كفها إذا اختضبتْ ... مخالبُ البازِ ضرجتْ بدمِ
وأنشد أبو النجمِ هشامًا في ابنته
كأنّ ظلامةَ أختَ شيبانْ ... يتيمةٌ ووالداها حيانْ
الرأسُ قملٌ كلهُ وصئبانُ ... وليسَ في الرجلينِ إلا خيطانْ
فهيَ التي يذعرُ منها الشيطان
فوهب له خمسين مائة دينار وقال له اجعل هذا مكان الخيطين وقال دعبل بن علي
أصرميني يا خلقةَ المسمارِ ... وصليني بطولِ بعدِ المزارِ
ذقنٌ ناقصٌ وأنفٌ طويلٌ ... وجبينٌ كساجةِ القسطارِ
وقال آخر في امرأته
أعوذُ باللهِ من زلاءَ فاحشةٍ ... كأنما نيطَ ثوباها على عودِ
لا يمسكُ الحبلَ حقواها إذا انتطقتْ ... وفي الذنابى وفي العرقوبِ تحديدُ
أعوذُ باللهِ من ساقٍ لها خبثٌ ... كأنها من حديدِ القينِ سفودُ
وقال آخر
إذا ضحكتْ جالتْ غضونٌ كأنها ... غباغبُ حرباءُ بحورانَ شامسِ
كأنَّ وريديها رشاءا محالةٍ ... مغارانِ من جلدٍ من القدِ يابسِ
وقال أبو نواس
بظاهرِ وجهها عكنُ ... وثلثا وجهها ذقنُ
وأسنانٌ كريشِ الب ... طِّ بين أصولها عفنُ
وقال دعبل في امرأةٍ
فوهاءُ شوهاءُ يبدي الكبدَ مضحكها ... قنواءُ بالعرضِ والعيناءُ بالطولِ
لها فمٌ ملتقى شدقيهِ ... نقرتها كأن مشفرها قد طر من فيل
وقال الناجم يهجو زوج عجوزٍ المتقارب
ستغبط منها إذا ما أتتك ... بأوبارِ قردٍ وأدبارِ غولِ
وعانقت منها سفا سنبلٍ ... يلاقي الضجيع بمثلِ النصولِ
وقال دعبل
لا باركَ اللهُ في ليلٍ يقربني ... إلا مضاجعةٍ كالدلكِ بالمسدِ
لقد لمستُ معراها فما وقعتْ ... مما لمستُ يدي إلا على وتدِ
في كل عضوٍ لها قرقٌ تصكُّ به ... جنبَ الضجيع فيضحى واهيَ الجسدِ
وقال عرابي لامرأته
سبابةٌ للزوجِ والحماةِ ... كأن ساقيها كراعا شاةِ
في قدمٍ كأنها مسحاةِ
وقال دعبل
صدغاكِ قد شمطا ونحركِ يابسْ ... والصدرُ منكِ كجؤحؤِ الطنبورِ
يا منْ معانقها يبيتُ كأنه ... في محبسٍ قملٍ وفي ساجورِ
قبلتها فوجدتُ لدغةَ ريقها ... فوق اللسانِ كلدغةِ الزنبورِ
وأنشد أبو عبيدة لأعرابي في امرأته المتقارب
بليتُ بزنمردةٍ كالعصا ... ألصَّ وأخبث من كندشِ
لها شعر قردٍ إذا زينتْ ... ووجهٌ كبيضِ القطا الأبرشِ
وساقٌ يخلخلها خاتمٌ ... كساقِ الدجاجةِ أو أحمشِ
لها ركبٌ مثلُ ظلفِ الغزالِ ... أشدُّ اصفرارًا من المشمشِ
كأنّ الثآليلَ في وجهها ... إذا أسفرتْ بدرُ الكشمشِ
وقال ابن الرومي المنسرح
رشتْ بخيلانها فجلدتُها ... منقوشةٌ مثلُ جلدةِ النمرِ
1 / 29