عرضت عليك زمردًا وتحولت ... فأرتك لونًا كاللجين الصافي
وكأنما قد أسبلت من نفسها ... سترًا على ذي ريبةٍ وخلاف
وأظنه (١) النهر الذي لم يستطع ... (٢) يحكيك في إرهامك الوكاف - ١١٦ -
وقال أحمد بن دراج يصف دار السرور بالزاهرة (٣)
دار السرور المعتلي شرفاتها ... فوق النجوم الزهر في استعلائها
وكأن غر المزن لما جادها ... نشرت عليها من نفيس ملائها
وكأنما أيدي السعود تضمنت ... إبداعها فبنت على أهوائها
وكأن ريحان الحياة وروحها ... مستنشق من نافحات هوائها
فكأنما اصطفيت طلاقة بشرها ... من أوجه الأحباب يوم لقائها
قامت على عمد الرخام كمثل ما ... نسقت نجوم النظم في جوزائها
بمقابل من ملتقى أرواحها ... ومشاكهٍ من سفلها وعلائها
ككتيبتي رجلٍ وركب وافقت ... يوم الوغى مثلين من أكفائها
وكأنما أختار السرور مكانها ... وطنًا فحل مخيمًا بفنائها
وكأنما لمعت بوارق مزنةٍ ... حلل الرياض الحو من عصرائها (٤)
وكأنما أيدي (٥) الصياقل بينها ... هزت سيوف الهند يوم جلائها
_________
(١) ص: فأظنه.
(٢) الارهام: المطر، الوكاف: المنسكب.
(٣) لم ترد هذه القصيدة في ديوانه.
(٤) العصراء: السحابة المعصرة أي التي تصب الماء.
(٥) ص: الصبا قل؛ وقرئت صحيحة في ح.
1 / 70