وتقابلت أحداقها فكأنها ... حدق شكت وجدًا على الكتمان - ٥٩ -
وقال سليمان بن بطال المتلمس (١)
تبدلت لنا الأرض مزهوةً ... علينا ببهجة أثوابها
كأن أزاهرها أكؤس ... حوتها (٢) أنامل شرابها
كأن الغصون لها أذرع ... تناولها بعض أصحابها
ترى خمرها من رضاب الهوى ... لآلئ في عين مرتابها
كأن تعانقها في الجنوب ... تعانق خودٍ لأترابها
كأن ترقرق أجفانها ... بكاها لفرقة أحبابها - ٦٠ -
وقال يوسف بن هارون (٣)
بكت السحاب على الرياض فحسنت ... منها غروسًا من دموع ثكول
فكأنها والطل يشرق فوقها ... وشي بلؤلؤ مفصول
_________
(١) أوردها الحميري في البديع في وصف الربيع: ١٤ ما عدا الرابع فقد ورد في مكانه بيت آخر هو:
وقد أعجب النور فيها الذباب ... فيهزج من فرط إعجابها (٢) البديع: حدتها.
(٣) عما من قصيدته التي قالها في مدح القالي ومطلعها: " من حاكم بيني وبين عذولي "؛ انظر شعر الرمادي: ١١٦ وهما البيتان ٤٣، ٤٤ وانظر البديع للحميري: ١١.
1 / 48