وقال سامي في حسم: وأكثر.
وتقول رتيبة: ألف حمد وشكر لك يا رب.
قضى سامي ومأمون ورشيدة ثلاثة أيام بالقرية، ثم أخذوا سمتهم إلى المركز وصحبوا معهم فواز الشيمي الذي تمكن في هذه الأيام الثلاثة أن ينفذ كل ما أمره به سامي.
19
عرف فواز الشيمي فيما عرفه أن زين أعطى أمره إلى رجاله بسرقة بهائم كدواني البرقوقي. وكان رجال زين في انتظار أن يحدد لهم العمدة موعد هجومهم على بهائم الكدواني.
وقد رتب فواز أن يأتي إليه نجيب رسلان بالموعد الذي تعين لهم.
وما أن استقر سامي وزوجته وأخوه بالمركز، حتى كان قد أعد سكنا ملائما للقادمين من مصر، وقد هدأ بهم المقام في مسكنهم الجديد، وكانوا يجتمعون كل مساء في بيت سامي. ويتبادلون شتى الأحاديث، فقد كان ما ينتوون القيام به متفقا عليه، ولم يعد محتاجا لأي حديث جديد، بل إنهم شعروا أن الحديث فيما هم مقبلون عليه سيجعل اتفاقهم مائعا، فكثرة الحديث تفتر عزيمة العمل.
في إحدى الأمسيات بينما هم مجتمعون عند سامي، طرق الباب وقام إليه فواز، وفتحه، وهم ينظرون. ما لبث أن خرج فواز من الباب لحظات، ثم دخل وأقفل الباب، وقال في هدوء حازم: الموعد غدا. •••
كان رجال زين الرفاعي مدربين على أعمالهم غاية الدربة، وكان كل منهم يعرف دوره، وكان يؤديه في إتقان وبراعة، حتى أصبح كبيرهم خطاب الضبع في غير حاجة أن يعطي أوامره عند بدء العملية، بل يكتفي بجملة واحدة تعودوا أن يسمعوها في صوته الهادئ المنخفض الواثق: كل واحد منكم يعرف ما سيعمله.
ولم يكن من المحتم أن يجيب كل فرد منهم جملته، وقد يكتفي أحدهم أن يقول: توكل على الله.
نامعلوم صفحہ