عہد اضطراب: عرب قوم کی تاریخ (پانچواں حصہ)
عصر الازدهار: تاريخ الأمة العربية (الجزء الخامس)
اصناف
سار أبو مسلم إلى خراسان في سنة 128ه فلبس السواد الذي اتخذه العباسيون لهم شعارا، وأخذ يدعو الناس للدخول في دعوته ويثيرهم على بني أمية، ويحرضهم لنصرة أبناء الرسول
صلى الله عليه وسلم
فالتفوا حوله، وكانت دولة بني أمية آنئذ قد اضطرب أمرها وكثر الهرج فيها، وكان الخليفة الأموي في دمشق مروان بن محمد قد أحس بخطورة الموقف، فكتب إلى أميره على خراسان «نصر بن سيار» أن يقف أمام ذلك الثائر ويحسم الأمر بشدة إلى أن يجيئه المدد.
ثم بعث هو من جاءه في سنة 131ه بإبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، ولما عرف إبراهيم بطلب مروان إياه أدرك أنه لا بد مقتول، فأوصى بالأمر من بعده إلى أخيه أبي العباس عبد الله «السفاح»، وأمر أهل بيته أن يسمعوا له ويطيعوا، وطلب إليه أن يترك الشام ويفر بإخوته وأبنائه وأهله إلى الكوفة حيث شيعتهم، فسار أبو العباس حتى دخلها خفية، ولما بلغ خبر دخولهم إلى أبي سلمة الخلال أنكر ذلك وخاف مغبته، وطلب إليهم أن يسكنوا خارج الكوفة خوفا عليهم من عيون خليفة دمشق مروان، ثم رأى أن يخفيهم بدار الوليد بن سعيد الجمال من شيعة بني هاشم، وكان ذلك في المحرم من سنة 132ه، فظلوا هناك قرابة شهرين وأمرهم مكتوم حتى عن شيعتهم وكبار رجالات الدعوة.
ولما استطاع أبو مسلم أن يستولي على خراسان كلها، واضطر أميرها نصر بن سيار إلى أن يفر نحو العراق، زحفت الجنود المسودة من خراسان إلى العراق وهي تفتك بالجند المرواني، وكان الحسن وحميد ابنا قحطبة على رأس الجيش العباسي الذي دخل مدينة الكوفة فاتحا في يوم 11 محرم سنة 132ه بعد أن هزما أمير الكوفة، ولما تم للمسودة العباسيين أمر الفتح، وأخذ أبو سلمة «حمام أعين» وهو على بعد ثلاثة فراسخ من الكوفة، جعله معسكرا ومقرا لجنده، ثم فرق عماله وقواده على السهل والجبل من الكوفة إلى أقصى المشرق، وصارت الدواوين بحضرته والكتب ترد إليه.
وهكذا تولى أبو سلمة إدارة الدولة الجديدة وأخذ ينظم أمورها، وها هنا لا بد من الإشارة إلى أمر يذكره بعض المؤرخين؛ وهو أن أبا سلمة أراد في ذلك الحين نقل الخلافة من العباسيين إلى العلويين؛ يقول ابن الطقطقي في «الفخري»: «لما سبر أبو سلمة أحوال بني العباس عزم على العدول عنهم إلى بني علي.» ويقول المقدسي في «البدء والتاريخ»: «إن الناس قد بايعوا إبراهيم وقد مات، ولعله يحدث بعده أمر، وأراد أن يصرف الأمر إلى ولد علي.» هذا ما يقوله المؤرخون، ويظهر أن أبا سلمة كان علوي الهوى فأراد انتهاز هذه الفرصة لنقل الخلافة من آل العباس إلى آل علي؛ ولذلك تريث في الأمر كثيرا ولم يرتح لمجيء أبي العباس وآله إلى الكوفة، وطلب إليهم أن يكتموا أمرهم، ثم إنه لما أعلن الأمر لم يسم الخليفة، وإنما كان يقول: «إنما الأمر قد صار للهاشميين.» كما يذكر ذلك الجهشياري في كتاب الوزراء. وقد كتب أبو سلمة فعلا إلى ثلاثة من العلويين يدعوهم إلى قبول الخلافة؛ وهم الإمام جعفر بن محمد الصادق، وعبد الله بن الحسن المحض، وعمر بن زين العابدين الأشرف، وأما الصادق فأحرق الكتاب، وأما الأشرف فرفض، وقبل عبد الله بن الحسن المحض على الرغم من تحذير جعفر الصادق إياه من التورط في هذه الفتنة، ولكن طلب إلى أبي سلمة أن يعهد بالأمر إلى ابنه محمد، فإنه رجل مسن فلم يوافق أبو سلمة، ومهما يكن من أمر فإن مساعي أبي سلمة قد فشلت، فاضطر أن يعلن خلافة أبي العباس بعد مراوغة دامت سبعين يوما.
الفصل الثالث
خلافة أبي العباس السفاح العباسي
تضطرب المصادر في تعيين اليوم الذي سمي فيه أبو العباس خليفة، وأكثر الأقوال شهرة هو أن ذلك كان في ربيع الأول من سنة 132ه/كانون الأول سنة 749م، وكان أول من بايعه أبو سلمة، وثم توالى الناس، ولما تمت مبايعة الناس إياه صعد المنبر وجلس من دونه عمه داود بن علي، فخطب الناس وقال: «الحمد لله الذي اصطفى الإسلام لنفسه تكرمة، وشرفه وعظمه واختاره لنا وأيده بنا، وجعلنا أهله وكهفه والقوام به، والذابين عنه والناصرين له، وخصصنا برحم رسول الله وقرابته، وأنبتنا من شجرته، ووضعنا من الإسلام وأهله بالموضع الرفيع، وأنزل بذلك على أهل الإسلام كتابا يتلى عليهم فقال سبحانه:
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا .
نامعلوم صفحہ